أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الأحد أنها لن تسمح "أبدا" بأن يخرج جبل طارق عن السيادة البريطانية بدون موافقة سكان تلك المنطقة الواقعة جنوباسبانيا فيما برزت هذه المسألة في اطار النقاشات بشأن عملية بريكست. وقالت ماي في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو "لن نبرم ابدا اتفاقا ينقل سكان جبل طارق الى سيادة أخرى بعكس رغباتهم التي يعبرون عنها بحرية وديموقراطية". وجاءت تعليقات ماي في الوقت الذي تعهدت فيه اسبانيا بانها لن تغلق حدودها مع منطقة جبل طارق في مرحلة ما بعد بريكست. وكان الاتحاد الاوروبي أعلن أن على اسبانيا ان توافق على تمديد اي اتفاقية تجارية بين الاتحاد وبريطانيا في حال كانت تشمل ايضا ال 6,7 كلم مربع التي تخضع للسيادة البريطانية عند ساحل اسبانياالجنوبي. وهذا يعني ان مدريد يمكن أن تمنع دخول جبل طارق في اي اتفاقية تجارية، ويخشى السياسيون في هذه المنطقة بأن تستخدم مدريد الفيتو في سعيها لبسط سيادتها على شبه الجزيرة. وأبلغت ماي بيكاردو بأنها لن "تدخل في عملية مفاوضات حول السيادة بدون موافقة جبل طارق"، بحسب ما ورد في المكالمة الهاتفية بينهما التي نشر مضمونها مكتبها في داونينغ ستريت. وأضافت "بريطانيا تبقى ثابتة في التزامها بدعم جبل طارق وسكانه واقتصاده". وتابعت "نبقى مكرسين للعمل بشكل مطلق مع جبل طارق من اجل أفضل نتيجة ممكنة حول بريكست، وسنواصل اشراكهم بالكامل في هذه العملية". وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأحد بأن المنطقة "لن تتم المساومة عليها". وكتب جونسون في مقالة نشرتها صحيفة "صنداي تلغراف" ان "جبل طارق ليس للبيع، ولا يمكن مقايضته. ولن تتم المساومة عليه". وقال جونسون ان سياسة الحكومة "تبقى ثابتة وحازمة. سيادة جبل طارق لا يمكن تغييرها بدون موافقة بريطانيا وسكان جبل طارق". وأضاف "وضعية جبل طارق لم تتغير منذ عام 1713. ولم يحدث أي فرق عندما انضمت بريطانيا الى السوق المشتركة عام 1973 واسبانيا وقتها لم تكن عضوا. وينبغي الا يحدث الامر فرقا اليوم". ويبلغ عدد سكان شبه الجزيرة الصغيرة حوالى 33 الف نسمة، ويعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على صناعة المقامرة الالكترونية اضافة الى قطاع أوفشور مالي يتعامل مع كل أوروبا. وأعلنت اسبانيا الاحد بأنها لا تخطط لاغلاق حدودها مع منطقة جبل طارق بعد بريكست. وتعتمد هذه المنطقة على المعبر القائم عند هذه الحدود لتأمين معظم احتياجاتها وتدفق الزوار اليها. كما يدخل يوميا عشرة آلاف عامل عبر هذا المعبر من الاراضي الاسبانية التي تحيط بجبل طارق وتسمى كامبو دي جيبرالتار، وهم يخشون ان تجعل مدريد الامور أكثر صعوبة عند الحدود . وقال وزير الخارجية الاسباني ألفونسو داستيس خلال مقابلة مع صحيفة الباييس "ليس هناك من نية لاغلاق الحدود. الفكرة هي أن الاسبان الذين يعيشون في كامبو دي جيبرالتار ويعملون في جبل طارق سيستمرون بذلك". وانتقد بيكاردو الجمعة عرض الاتحاد الأوروبي واصفا ياه بأنه "غير ضروري" و "تمييزي". وقال في بيان "هذه محاولة مشينة من اسبانيا للتلاعب بالمجلس الاوروبي من أجل مصالحها السياسية الضيقة والخاصة". ويرغب سكان جبل طارق بان تبقى منطقتهم تحت السيادة البريطانية، وسبق ان رفضوا عام 2002 اجراء استفتاء بشأن سيادة مشتركة مع اسبانيا.