وقع المغرب والبرتغال، اليوم الجمعة بلشبونة، على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة تروم تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في هذا المجال. وتم التوقيع على هذه المذكرة على هامش الدورة الثالثة لمعرض المياه والطاقة والنفايات والبيئة "أسبوع الأعمال الخضراء 2017" الذي كانت المملكة ضيف شرف فيه، من قبل الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد الرحيم الحافظي، وكاتب الدولة البرتغالي في الطاقة، خورخي سانشيز سيغورو، بحضور سفيرة المغرب لدى البرتغال، كريمة بنيعيش. ويهدف هذا الاتفاق إلى تهيئة الظروف المواتية لمزيد من التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، وذلك بغية تطوير خطة شراكة في المجال الطاقي وإنشاء مجموعة عمل مشتركة من قبل لجنة متخصصة، تعمل على تطوير خارطة طريق وخطط عمل لتنفيذها. وأشاد الحافظي، بالمناسبة، بعلاقات التعاون الثنائي الممتاز الذي شهد زخما ملحوظا في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال الطاقة، مبرزا الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز تجارة الطاقة مع بلدان الجوار، مذكرا بترحيب الجانبين بالدراسات الجارية حول أول ربط كهربائي بينهما. وتابع أن سوق الطاقة المغربي منفتحة وتنافسية للغاية، داعيا في هذا الصدد، الشركات البرتغالية للمشاركة بنشاط في الأوراش الكبرى وبرامج الاستثمار التي أطلقها المغرب، وكذا في القارة الإفريقية حيث تتوفر المملكة على رؤية للتعاون، لاسيما في مجال الطاقة. وبعد أن أبرز أوجه الشبه بين قطاعات الطاقة بالبلدين، أوضح المسؤول المغربي أنه لرفع التحدي الطاقي، شرعت المملكة منذ سنة 2009 في تنفيذ استراتيجية طاقية جديدة تقوم أساسا على استثمار الطاقات المتجددة، وتطوير الكفاءة الطاقية وتعزيز التكامل الإقليمي. وأضاف الحافظي أنه "بحلول سنة 2030، ستركز برامجنا على قدرة إضافية لتوليد الكهرباء من مصادر طاقية متجددة بنحو 10.100 ميغاوات، مما سيرفع حصة الطاقات المتجددة في توليد الطاقة الكهربائية إلى 52 بالمائة". من جهته، قال سانشيز إن البرتغال عازمة على استكشاف كل الفرص المتاحة للتعاون مع المغرب في مجال الطاقة، معربا عن "تفاؤله" بتطوير العلاقات بين البلدين "القريبين جدا". وأضاف، "نحن راضون عما حققناه إلى حد الآن، ونأمل في مواصلة تطوير علاقات التعاون بيننا، لاسيما في مجال الطاقة". بدورها أشادت بنيعيش، بالتوقيع على هذا البروتوكول الذي سيعزز العلاقات الثنائية في هذا المجال الحيوي، مضيفة أنه يعكس الإرادة السياسية للجانبين، ويؤكد الاتفاقية الموقعة بين وزيري الطاقة بالبلدين الصديقين، وذلك بهدف إقامة استراتيجية شراكة في مجال الطاقة. وأشارت الدبلوماسية المغربية إلى مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، الذي سيوفر، برأيها، فرصا فريدة من نوعها ليس فقط بالنسبة للمغرب والبرتغال، ولكن أيضا لبلدان أخرى بالمنطقة. من جهته أبرز رئيس مؤسسة الجمعية الصناعية البرتغالية، خورخي روشا دي ماتوس، الفرص الاستثمارية الهائلة المتاحة للمقاولات والمؤسسات العمومية بالبلدين، العاملة في هذا المجال. وأضاف أن هناك العديد من أوجه التشابه بين المغرب والبرتغال في المجال الطاقي والطاقات المتجددة، مشيرا إلى وجود "ظروف جيدة للغاية تسمح بأن يتوج هذا التعاون الثنائي بالنجاح". وتميز اليوم الأخير من الدورة الثالثة لمعرض المياه والطاقة والنفايات والبيئة، التي انطلقت أول أمس الأربعاء، بتتويج المغرب بجائزة التدويل ل"أسبوع الأعمال الخضراء 2017″. وتضمن برنامج هذا الأسبوع الأخضر، الذي نظمته مؤسسة الجمعية الصناعية البرتغالية بدعم من وزارتي الاقتصاد والبيئة، بعرض المشاريع العلمية والبحثية (أزيد من 150 مشروع)، ومعرض تكنولوجي لمنتجات وخدمات شركات رائدة في قطاعاتها، وتجربة سيارات كهربائية.