عملية تعبيد الظريق بمنطقة الكركرات محمد بوداري يتضح جليا أن قرار الانسحاب الأحادي الجانب للمغرب من المنطقة العازلة بالكركرات، قد أصاب فلول البوليساريو في مقتل، إذ أصبحوا عاجزين وأضحوا يتخبطون خبط عشواء ولا يدرون للطريق وجهة.. القرار المغربي فاجأ الشرذمة الانفصالية وأسيادهم في الجزائر، وسارعوا إلى إعطاء التصريحات واجترار التأويلات الخاطئة والتي لا أساس لها من الصحة بخصوص ما قام به المغرب، بل هناك منهم من نفخ في الأمر معلنا انتصارا وهميا للمرتزقة على المغرب الذي يتوفر على جيش نظامي متمرس وذي قدرات تجعله من الجيوش المحترمة والمهابة على المستوى الإقليمي والقاري، متناسين بأن الأمر يدخل، لا اقل ولا أكثر، في نطاق احترام الشرعية الدولية والوفاء بالالتزامات الأممية كما عُهد ذلك في المملكة المغربية التي اختارت ولاتزال النأي عن المناوشات والاستفزازات التي تصر شرذمة البوليساريو جرها إليها، بإيعاز من نظام الجنرالات في الجزائر… ومن الخرجات الإعلامية لأبواق البوليساريو، ما قام به ما يسمى بممثلها بفرنسا، الذي حل ضيفا على قناة فرانس 24 خلال نشرة أخبار التاسعة مساء أمس، والذي دعا المغرب إلى "الانخراط الجدي في مسار التسوية الأممية" كذا !! وفي محاولة للهروب إلى الأمام وقلب الحقائق، أعرب بوق الانفصاليين بفرنسا المدعو "أبي بشرايا"، أن البوليساريو "تشاطر الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انشغاله إزاء الاحتقان الحاصل في الكركارات"، مبديا ما أسماه ب"استعدادها للتعاون معه في إطار مقاربة جادة شاملة لبعث مسار التسوية من جديد" !!. كلام البوق الانفصالي يكشف ان البوليساريو لايزال يعيش في عصور ما قبل الانترنيت وثورة الاتصالات، وبقي وفيا لخطابات البروباغاندا والتمويه التي تعلمها من أسياده في المخابرات الجزائرية الذين يحنون إلى زمن القطبية الثنائية والحرب الباردة، إذ كيف يمكن لمن يعرقل مسار التسوية ولا يريد الامتثال لقرارات الأمين العام الأممي الجديد ان يتعاون مع هذا الأخير ل"بعث مسار التسوية من جديد؟ أيجهل بوق الانفصاليين في باريس، أو يتجاهل، أن الجميع يعلم عن طريق وسائل الإعلام ووسائط الاتصال المتطورة والمنتشرة في كل بقاع العالم، بأن فلول البوليساريو هم من يرفضون التعاون والدخول في مسار التسوية السياسية وأن الجميع يعلم أن كل خطاباتهم وشعاراتهم موجهة لتسويق صورة ليست حقيقية عن الوضع في المنطقة وأنهم يُؤْتمرون بأوامر النظام الجزائري وليس لهم أي استقلال في القرار.. أما بخصوص ادعاءات البوق الانفصالي بباريس، حول مسؤولية المغرب في ما يقع من توتر بمنطقة الكركرات، فنحن نحيله على ما يكتب وينشر يوميا حول الموضوع للتأكد من ان كلامه مجرد ذر للرماد في الأعين ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالسلوك السياسي وأحرى ان يوصف بالدبلوماسي وهو أمر مألوف من بيادقة الجزائر الذين يضبطون حركاتهم وسكناتهم على الساعة المعلقة بقصر المرادية.. أما قوله بأن "جبهة البوليساريو مستعدة للتفاوض مع المغرب تحت رعاية الأممالمتحدة لحل كل الإشكاليات.."، فإن الأمر لا يعدو ان يكون ادعاء ليس مناطا للوثوق أو حتى إعارة الاهتمام.