المغرب يواصل انفتاحه على الآليات الأممية لحقوق الإنسان محمد الفيلالي يقدم المغرب تقريره الدوري الشامل أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف في مطلع فبراير المقبل. ويعتبر هذا التقرير الثالث من نوعه الذي تقدمه بلادنا منذ إحداث هذه الآلية الدولية لمراقبة الالتزام بالاتفاقيات الدولية التسع الأساسية، في إطار هذا المجلس الحديث العهد، بعد تقريري 2008 و 2012 . ويعتبر المغرب من الدول التي تلتزم بتقديم تقريرها في هذا الإطار، إذ هناك دول تمتنع عن ذلك أو تتلكأ، وذلك بعدما كان من الدول التي ساهمت في بلورة فكرته ليكمل التقارير الدورية التي تقدم أمام اللجان المحدثة بموجب البروتوكولات الملحقة بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ويعطي صورة شاملة عن وضعية هذه الحقوق في كل بلد ويظهر التطور الحاصل. وتقدم بالمناسبة منظمات المجتمع المدني تقريرا يسمى تقريرا مضادا للتقرير الحكومي الرسمي يتضمن تقييمها. وتشكل مرحلة مناقشة التقرير فرصة للدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان لإبداء ملاحظاتها عليه وتقديم توصيات، ويواكبها نقاش للمنظمات الحقوقية المحلية والشبكات الدولية. وفي المرحلتين معا يتوقع أن تعمل الجزائر بواسطة الانفصاليين وأيضا بعض من ينالون تمويل مخابراتها على ليّ عنق الحقائق ومحاولة الإساءة لصورة المغرب، لكن الجزائر وأتباعها ليسوا في وضع يسمح لهم بذلك أو يعطي تحركاتهم مصداقية حتى لدى أكثر الناس جهلا بحقائق منطقتنا، إذ في مقابل تعامل المغرب مع الآليات الأممية لحقوق الإنسان وانفتاحه على المكلفين بولايات برسم الاتفاقيات الدولية بقيت أبواب الجزائر مغلقة، وفي مقابل التطور الإيجابي في المغرب في ميدان حقوق الإنسان، الذي لا يمكن القول أنه وصل مرحلة مثالية ولكنها متقدمة، تعرف الجزائر تدهورا مستمرا ويتعرض المحتجزون في تندوف تحت إشرافها لأسوأ الممارسات التي تنتمي للقرون الوسطى، بما في ذلك ظواهر للعبودية. وينتظر أن يكون التقرير الدوري الشامل الثالث المغربي، الذي عرضت صيغته في مجلس المستشارين، تطورا نوعيا، وذلك بعدما تأكد أن صياغته حرصت على الالتزام بكل المعايير والملاحظات التي قدمت في السابق، وبعدما تم العمل على تنفيذ كل التوصيات المعقولة والقابلة للتنفيذ التي تم تقديمها لدى مناقشة التقرير الثاني، وبعدما تم اللجوء إلى تشاور واسع قبل إعداده. ومن المفروض أن يكون المغرب جاهزا للتصدي للأكاذيب والحملات التضليلية للخصوم بعقلانية وهدوء في هذه المرحلة لأنه سيجنّ جنونهم أمام الهزائم المتتالية التي يتلقونها في الساحة الدولية والإفريقية ولن يدخروا جهدا لجعل الأكاذيب تواجه الحقائق.