مصدر الفيلم: تستند قصة فيلم "ساعي البريد" إلى رواية بعنوان "الصبر المحترق" للمؤلف أنتونيو سكارميتا، تدور أحداثها سنة 1952 في قرية تقع في جزيرة إيطالية صغيرة، تتحدث عن ساعي بريد في علاقته مع الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب. وهو شاعر يساري معروف بميله للعزلة، ترك بلاده الأصلية تشيلي بعد حظر الحزب الشيوعي فيها عام 1948 وتجول في أوروبا قبل أن ينتهي به المطاف للعيش في المنفى، في الجزيرة الإيطالية الصغيرة . فالرواية – تجمع بين شخصية تاريخية حقيقية هو الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، وبين شخصية فنية هو ساعي البريد. من هو الشاعر بابلو نيرودا؟ ولد نيفتالي ريكاردو، وهو الاسم الحقيقي لبابلو نيرودا، في مدينة «بارال» وسط تشيلي في عام 1904م ، بدأ باكرا في كتابة القصائد، فكانت قصيدة «أنشودة الحفل» هي التي عرفت عن بابلو، وقد لاقت ردود فعل جميلة، وتلتها العديد من القصائد التي بوأته مكانة هامة في عالم الشعر. من أشهر مجاميعه: " عشرون قصيدة حب" و "أغنية يائسة". و" في هذه الليلة، أنا قادر على كتابة أكثر القصائد حزناً". كتب سيرته الذاتية بعنوان" أشهد أنني قد عشت". وترجمت أعماله إلى عدة لغات، وحصل على العديد من الجوائز، من أهمها نوبل للأدب، في العام 1971، وقد نشرت له كتب ومذكرات بعد وفاته عام 1973 . من قصائده الجميلة، يمكن أن نقرأ قصيدة: "إني أطلب الصمت" أما الآن فدعوني وشأني وافعلوا ما شئتم في غيابي أود أن أغمض عينيَّ لا أبغي سوى أشياء خمسة خمسة جذور أثيرة أولها: حب بلا نهاية ثانيها :ِرؤية الخريف لا أستطيع أن أعيش دون أن أرى الأوراق تدور وتسَّا قط ثالثها : رؤية الشتاء الباهظ المطر الذي أحببت ومداعبة النار في برد الغابة . رابعها رؤية الصيف مستديرا كرأس البطيخ. خامسا رؤية عينيك ماثيلدا ، حبيبتي لا أريد النوم بدون عينيك لا أود أن أكون بدون نظرتك لأكيِّفنَّ الربيع كيما تقتفي أثري بنظراتك أيها الأصدقاء ، هذا كل ما أبتغي يكاد يكون لا شيء ويكاد يكون كل شيء أما الآن ، تفضلوا ودعوني لوحدي لقد بلغت من العمر بحيث ينبغي أن تنسوني ذات يوم أن تمحو إسمي عن اللوح : كان قلبي بلا حدود ولكني إذا ما طلبت الصمت فلن يخامرنّكم ظن أنني سأموت العكس تماما هو مايحصل لي يتفق أنني موجودومستمر الوجود ألا تبصرون فيَّ ومني تنمو الغلال الحبوب في بادئ الأمر تُفتِّقُ الأرض لتبصر النور لكنها مظلمة هذه الأرض الأم: ومظلمة هي أحشاؤها إني أشبه ببئر تقطفُ نجومَ الليل التي وحدها عبر الحقول تتابعُ طريقها . وبقدر ما عشت ، أريد أن أعيش هذه بغيتي . لم أشعر بعمق رنين شعوري اليوم ولم أشعر في كوني مغمورا بهذا القدر من القبل الوقت مازال مبكرا شأنه في ذلك دائما والضوء يطير من نحلاته دعوني وحيدا مع النهار أرجوكم دعوني أولد ! مع تحيات المشرفين على برنامج سينما المكتبة