سلام محمد العامري [email protected] كل مشروع سواءَ كان صغيرا أو كبيراً, يحتاج للخطوات ذكية حكيمة, وتمهيدٍ إعلامي وتوقيت مناسب لطرحه. تساءلٌ أخَذّ مأخذه, "ماذا بعد التحرير, والتخلص من داعش"؟ سؤالٌ أرهق الساسة, وفَتَحَ أبواب التشكيك, بالإدارة السياسية, على أنها تحارب بمجهولية مستقبلية, ولم تحسب حساباً, لما سيؤول له أمر البلد. طُرِحت سناريوهات عدة, فمنهم من قال:" بما أن أزمة اقتصادية واقعية, فإن الانقسام واقِعٌ لا محال", بينما توقع آخرون, أن يُصار لتكوين الإقليم السني, بينما توقع المتشائمون بقاء عودة العراق, لما كان عليه قبل داعش, حيث الانقسامات السياسية, واستمرار لغة التهميش والاقصاء, التي أنهكت البلد, ليعود بعد فترة عصر التظاهرات والاعتصامات, فيظهر تنظيم أشدُ فتكاً من داعش. فاجأ التحالف الوطني, الرأي العام والكتل السياسية, المشاركة في العملية السياسية, بمشروع التسوية الوطني, الذي وصفه بعض الساسة, أنه المشروع التاريخي, لو كتبت له الحياة, لما يضمهُ من نقاطٍ جوهرية, تنهي الصراع السياسي, وتُبعد المتطفلين على برنامج تكوين, دولة العراق الجديد, وإغلاق الأبواب بوجه التنظيمات المشبوهة والأحزاب مدفوعة الثمن. جاء توقيت طرح المشروع, متزامنا مع قرب تحرير, آخر معقلٍ لتنظيم داعش, ليفتح أبواب النقاش, أمام الأحزاب الأخرى, والعمل على غربلة مواقفها, فلا أمل غير الاتفاق, على صيغة سياسية موحدة, ذات رؤية وطنية, تفتحُ الأمل أمام المواطن, ليزيح غبار النزاعات التي أرهقته. صَرِّح فادي الشمري, القيادي في المجلس الأعلى, أن مشروع التسوية الوطني, هو مشروع كتلة التحالف الوطني, وليس مشروع السيد عمار الحكيم, ولو تركنا ذلك التصريح, فهناك لقاء مع السيد المالكي, حيث قال:" أنه عمل على هذا المشروع, منذ ستة سنوات". إذاً فإن المشروع متَفَقٌ عليه تحالفياً, وإنما تم استهداف السيد عمار الحكيم, كونه قَدَّم المشروع, متناسياً من يطعن به, أن الحكيم هو زعيم التحالف الوطني, وما يَصدُر عنه, يعتبر رأي التحالف الوطني, وليس رأيه الخاص. على ما يبدو, أن هناك من يريد اللعب على الحبلين, فإذا نجح المشروع فبها, وإن لم ينجح, فهو في حِلٍّ كونه نسبَ المشروع, من البداية لغيره وليس له.