محمد القاضي/ كاتب حر تداولت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية صفراء بالقنيطرة خبرا مفاده أن القنيطريين "كاعيين" على تغليف الواجهات الزجاجية للطوبيسات بالكرياج، واعتبرت ذات المصادر أن الكرياج عبارة عن إهانة لكرامة للمواطنين. وكما هو معلوم للجميع أن حافلات شركة الكرامة منذ أن حلت بالقنيطرة وهي تتعرض للتخريب والتهشيم والرشق بالحجارة مما تسبب في تكبيد الشركة خسائر مادية جسيمة تقدر بالملايين وتسبب في حرمان ساكنة القنيطرة من الآمال المنشودة في مجال النقل العمومي بسبب الاعتداءات الشبه اليومية التي تتعرض لها حافلات الكرامة بطريقة منظمة وممنهجة. ذات الصفحات والمواقع الصفراء التي تحاول استغلال "الكرياج" في "بروباجوندتها" بطريقة سلبية وبما يتماشي مع أجندة من يقف وراءها، لم تستنكر يوما ما العمليات التخريبية التي تستهدف حافلات القنيطرة بل كانت تشجع المخربين على مواصلة أعمالهم التخريبية ومحاولة تصويرهم على أنهم أبطال إلى أن أصبح بعض الشباب القنيطري مدمنا على تهشيم وتخريب الحافلات بسبب السموم التي تبثها هذه الصفحات وتراكم مفعولها في عقول العديد من الشباب الطائش. بل وصلت الوقاحة بهذه الفئة من المنحرفين والشباب الذين تعرضوا لتسميم عقولهم إلى رشق الحافلات أثناء مسيرها على الطريق وحينما يكون على متنها ركاب مما أصبحت معه حياة مستعملي هذه الحافلات في خطر حقيقي خاصة وأنه قبل أيام قليلة وقعت عدة اعتداءت بواسطة الرجم بالحجارة وأصيب أحد المواطنين في رأسه، وهو الامر الذي تم تجاهله من طرف ذات الصفحات الفايسبوكية ومواقعها الصفراء. وتبعا لذك، كان من اللازم، في اعتقادي المتواضع، أن تبادر شركة الطوبيسات بالقنيطرة إلى التفكير في تأمين أمن وسلامة زبنائها وحماية أرواحهم من تهور المتهورين والمخربين تطبيقا لقاعدة " الحاجة أم الاختراع" رغم أن هذا الأخير يكلفها أظرفة مالية إضافية باهضة، والحاجة هنا تتمثل في تأمين سلامة رحلات زبنائها على متن الحافلات، بينما الاختراع يتمثل تسييج الواجهات الزجاجية للحافلة بالكرياج، علما وأن ظاهرة الاعتداء على الحافلات في تنام مضطرد وظاهرة التملص من أداء واجب التذاكر تتفاقم بالاضافة إلى بعض السلوكات الشاذة . ذات الصفحات الفايسبوكية وذات المواقع الالكترونية الصفراء المتخصصة في تسويد الواقع وزرع ثقافة الخراب والتخريب ، لم تقدم أي بديل قادر على حماية المواطنين أثناء رحلاتهم على متن الحافلات من الحجارة التي قد تطالهم في أي وقت من منحرفين ومتآمرين، في الوقت الذي تتجاهل فيه القيام بدورة التوعية والتحسيس في مسألة العدول والكف عن سلوك التخريب والتهشيم. وهو ما يكشف أن لهذه الصفحات والمواقع الصفراء وظيفة ومهمة مرسومة لها والمتمثلة أساسا في ممارسة النقد السلبي من أجل النقد السلبي وزرع اليأس والاحباط في صفوف الناس وتسميم عقولهم بالهلوسة الالكترونية ومحاولة توجهيهم نحو تخريب مجتمعهم بأيديهم من خلال سعيها الحثيث على تقديم الطوبيسات للرأي العام الشعبي بمثابة العدو الرئيسي للمواطنين وبمثابة الشجرة التي يتم تعليق جميع أنواع الفشل على مشجبها وأنها هي المسؤولة على تدني التعليم وتفاقم البطالة والمديونية وووو الخ . وبالتالي لا نستغرب من لجوء هذه الصفحات والمواقع البابوبية إلى مواصلة تسميم عقول الناس ومواصلة مهمة تحريضهم على تدمير الطوبيسات والعبث بمصالح المواطنين من خلال إبراز "الكرياج" على مقاسات أهدافها، من دون أن يتساءل أصحابها عن السبب رغم أنهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة، في محاولة يائسة منها لقلب الحقيقة وتنصيب نفسها كناطقة ووكيلة للقنيطريين والادعاء أن الكرياج ضد كرامة المواطنين، سعيا منها لتأجيج الرأي العام الشعبي والزج به من جديد مشاريع الخراب والتدمي من خلال ممارسة الضغط على شركة الطوبيسات للتراجع عن الكرياج، حتى تبقى الحافلات فريسة سهلة للمجرمين والمخربين. وعلى ضوء ما سبق، سؤال عريض يفرض نفسه بقوة: من يقف وراء تدمير مرفق النقل الحضري بالقنيطرة؟ وكيف يقبل بعض الشباب القنيطريين الانخراط في مسلسل تخريب حافلات مدينتهم؟ هل تساءلوا يوما ما عن الشلل والأضرار التي يلحقونها للناس نتيجة أعمالهم الاجرامية هذه؟ ومن يعوض الشركة عن حجم الخسائر المادية الفادحة؟ وكيف يمكن انتقاد خدمات وابتكارات شركة الكرامة واتهامها بعدم تلبية حاجيات المواطنين في مجال النقل ، في الوقت الذي لا توقف فيه هذه الجهات المنتقدة عن تحريض الناس لتخريبها ومباركة أعمالهم الإجرامية والتخريبية؟
أجوبة ستظل عالقة إلى أن تقرر السلطات المحلية والامنية والقضائية التدخل بشكل رادع وقوي لتسليط سيف القانون على المخربين ومن يقف خلفهم لتأمين الأوضاع الأمنية للمستخدمين والمرتفقين وحماية هذا المرفق العمومي الحساس ، الذي يستحيل على مراقبي الشركة تأمينه بدون مواكبة السلطات الأمنية والقضائية.