أكدت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه «من المهم أن أكرر هنا بالمغرب أن الولاياتالمتحدة لم تغير سياستها في ما يتعلق بمقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء». وأضافت في ندوة صحفية عقدتها بمراكش بالاشتراك مع وزير الخارجية المغربي مساء الاثنين 2 نونبر الجاري، على هامش منتدى المستقبل الذي احتضنته المدينة الحمراء في نفس اليوم ، أن الشعب الأمريكي فخور بصداقته مع الشعب المغربي، مذكرة بمعاهدة الصداقة والسلام النافذة منذ عام 1787 و اعتبرتها الأطول في بلادها. وسجلت بإيجاب كبير التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب تحت ريادة جلالة الملك محمد السادس والحكومة المنتخبة ديمقراطيا، وأثنت على الإصلاحات التي عرفها المغرب والتي منحت حريات جديدة للنساء اللواتي يسخرن كفاءاتهن وطاقاتهن للنهوض بالمؤسسات الاقتصادية وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتوسيع نطاق عمل المجتمع المدني، معتبرة أن هذه الفرص قد نمت في مناخ من التسامح الديني. وان ما قام به المغرب قد يكون نموذجا مفيدا للدول الأخرى. وأشادت هيلاري كلينتون بانطلاق فعاليات مبادرة الطاقة المتجددة بمدينة ورزازات، وهو برنامج لبنيات تحتية تتكون من تكنولوجية شمسية وبخارية وأن هناك خبراء أمريكيين سيساعدون في جلب هذه التكنولوجيا إلى المغرب. وعن محاور نقاشها مع المسؤولين المغاربة، ذكرت المسؤولة الأمريكية أن الحديث انصب على القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مكافحة الارهاب و إيقاف دفق الاتجار بالبشر وتحقيق الاستقرار بالمنطقة واتفاقية التبادل الحر . وقالت كلينتون :« أتيت إلى المغرب لأردد وأشدد على رسالة الرئيس أوباما من أجل الشراكة والاحترام ، ولنعمل على النهوض بالأهداف المتوخاة المتمثلة في الأمن والرخاء». وقالت إن منتدى المستقبل جمع مكرس لتوفير أوسع شبكة لتحقيق الشراكة، سعيا للأهداف المشتركة التي تجمع الوزراء والمجتمع المدني . وأشارت هيلاري كلينتون الى أن العمل «سينصب على القضايا التي تواجهنا وفي مقدمتها الأمن الإقليمي والإصلاح الاجتماعي»، مستطردة أن ذلك لا يمكن أن يتحقق مع الحكومات فقط وإنما يستلزم إئتلافا واسعا مع أشخاص يفكرون بنفس الطريقة والذين يترجمون التشريعات إلى تغيير دائم . وبخصوص مشكل الشرق الأوسط، وصفت كاتبة الدولة الأمريكية النشاط الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل بكونه نشاطا غير شرعي . وفي نفس الوقت أكدت أن ما تقدمه إسرائيل غير مسبوق، مشيرة الى أن الكثيرين بالمنطقة يريدون المزيد «لكن طبعا من المنصف أن نصف ذلك بأنه غير مسبوق» فعندما نثني تقول كلينتون على ما يقوم به الفلسطينيون في الجانب الأمني، فهذا معناه إرسال إشارات بأن هناك تقدما نحو تحقيق حل الدولتين . . وأبرزت أن الهدف هو تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في ان تكون له الدولة التي يطمح لها . وحول ملف التسلح النووي لإيران، قالت كلينتون بأنه ستكون إشارة جيدة بألا تسعى إيران لأن تكون معزولة وترغب في التعاون مع الأسرة الدولية ؛ و طالبت إيران بقبول الاقتراح كماهو مطروح دونما تعديل . ومن جهته أكد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن هيلاري كلينتون أرادت أن تعطي بعدا ثنائيا لحضورها بالمغرب قصد إعطاء دفعة قوية لعلاقاتنا الثنائية ، مضيفا أن المغرب يرغب في تعميق هذه الشراكة وإعطاء بعد جديد للحوار السياسي الاستراتيجي بين واشنطن والرباط حول ما يجري بالقارة الإفريقية ككل والشرق الأوسط .