يعد الطيب منشد من المناضلين الذين رافقوا العديد من قادة الاتحاد، واولهم الشهيد عمر بن جلون، الذي يكشف لنا الطيب عنه جوانب خفية، انسانية وسياسية ونقابية. كما أنه يعود بنا الى تفاصيل أخرى تمس الحياة النقابية في بلادنا وكل مخاضاتها، باعتباره شاهدا من الرعيل الأول، ومناضلا ومعاصرا للمخاضات التي عرفتها الساحة الاجتماعية. هناك اشياء كثيرة أخرى، ومواقف عديدة تكشفها ذاكرة الطيب لأول مرة.. { ماهي ملاحظاتكم أو تخوفاتكم من الحكومة المنتظرة؟ < التخوفات كثيرة، وهي تخوفات تبدو محققة، فهذه الحكومة إن كانت لا تتوفر على مقومات النجاح بصفة نهائية، وفشلها ستكون له انعكاسات خطيرة يأتي في مقدمتها. أ تكريس يأس الجماهير، أو اللامبالاة لديها نتيجة خيبة أملها في التجارب السابق، وتضاف إليها هذه التجربة لاقدر الله. ب التآمر على الديمقراطية، ذلك أن قيام تحالف من كل الأحزاب قصد تشكيل الحكومة المقبلة هو ضرب لمبدأ المطالبة بالانتخابات النزيهة. فهذه الانتخابات النزيهة لم تعد لها أية أهمية، فأحزاب الادارة كانت دائماً تحصل على مقاعد بتدخل من الادارة هذه ا لمقاعد كانت تمكنها من المشاركة في أي حكومة، واليوم هذه الأحزاب تشارك في ائتلاف مع المعارضة لتشكيل حكومة، فليس لمطلب الانتخابات النزيهة مبرر. { ما هي في نظركم القضايا الاجتماعية التي تحظى بالأسبقية والاستعجال؟ وما هي نوعية المبادرات التي تودون من الحكومة الإقدام عليها في هذا الشأن؟ < لقد ظل الملف الاجتماعي مغيبا عن دائرة الاهتمام الحكومي. إن هذا التغيب ظل توجها حكوميا تحملت من جرائه الطبقة العاملة الويلات ولاتزال حتى إن هذا الملف يمكن أن يطلق عليه لفظة «أبو الملفات». فالبطالة متفشية في كل شرائح المجتمع المغربي وتزداد اتساعاً كل يوم نتيجة الإغلاق الكلي والجزئي للعديد من المقاولات الصناعية والتجارية وغيرها يضاف الى ذلك بطالة المثقفين. الخدمات الاجتماعية تقلصت، بل انعدمت وهي كما نعلم جزء من الدخل، دخل الأسر. والأجور مقارنة مع الأسعار، لم تعد قادرة على تسديد الحاجيات الأساسية للأسر المغربية. والتعليم يشكو من أمراض مزمنة حولت مؤسساتنا التعليمية مع الزمن الى مراكز لحراسة التلاميذ والطلبة فقط، والصحة تشكو أكثر من مرض إلخ... هذه القضايا التي ظلت تلاقي الإهمال من طرف كل الحكومات تتطلب أسبقية الدراسة وإيجاد الحلول. لكن الحكومة التي تستطيع الانكباب على هذه المشاكل ومعالجتها معالجة جادة ومسؤولة لا تتوفر شروط تكوينها منذ إفشال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وأظن أن الفئات المعنية مباشرة بهذه الملفات، والتي قدمت تضحيات كثيرة من أجل إسماع صوتها وإسماع أنات بؤسها، أخشى أن تجد هذه الفئات نفسها غداً أمام نفس المصير الذي واجهته منذ أكثر من 30 سنة.