مع مطلع كل سنة دراسية جديدة، تبدأ معاناة هيأة التدريس وأسرهم بنيابة المحمدية، مما أصبح معروفا بشبه إعادة الانتشار الذي يهدد استقرارهم النفسي والأسري، مما ينعكس سلبا على مردوديتهم. ولم تتميز هذه السنة عن غيرها، بل إن الأمر استفحل أكثر خاصة عندما أقدمت أكاديمية جهة الدارالبيضاء الكبرى على تكليف أساتذة نيابة المحمدية للتدريس بنيابة الدارالبيضاء رغم أن المسافة بين المدينتين تتجاوز 30 كلم ، واستفحل الأمر أكثر عندما أقدمت النيابة على إسناد موارد لأساتذة خارج اختصاصاتهم، مما يجعل معايير الجودة حبرا على ورق لا غير. تضاف لهاتين المشكلتين، وضعية البنيات التحتية للمؤسسات التربوية جد المهترئة لدرجة أصبحت معها بعض المؤسسات غير صالحة للتدريس، خاصة بالعالم القروي (نموذج فرعية الشلالات) وأخرى لم تعرف الاصلاح منذ إنشائها في الستينات من القرن الماضي (مدرسة أم الرايات، مدرسة مولاي الرشيد) وثانويات تحتاج إلى اصلاحات مستعجلة لاستحالة التدريس بقاعاتها كثانوية الجولان التي لم تستفد من أي إصلاح منذ تأسيسها سنة 1978 ، وتحتاج إلى الربط العاجل بشبكة التطهير، والثانوية التقنية التي تحتاج إلى تجهيزات عاجلة وأساسية لممارسة التدريس تعيش على وعود ميزانية ضخمة قصد هيكلتها من جديد. ولم تسلم ثانوية شكيب أرسلان وبني يخلف من هذه المشاكل ، فالأولى تحتاج على وجه السرعة إلى ترميم سقوف قاعات الطابق العلوي والتي لم ترمم منذ 1989، أما الثانية فتغمرها المياه مع تهاطل أمطار الخير كل سنة. إن حاجة النيابة والأكاديمية لتغطية الخصاص الذي تعرفه العديد من المواد إلى جانب عدم صلاحية العديد من قاعات الدرس بمختلف المؤسسات، دفعت الادارة إلى تكديس التلاميذ في الأقسام مما أدى إلى ظاهرة الاكتظاظ، إذ يتجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 47 تلميذا، بل إن هذا العدد ارتفع في بعض الأقسام ليصل إلى 60 تلميذا بالقسم الواحد، كما هو حال ثانوية الجولان وجابر ابن حيان، فاضطرت بعض المؤسسات إلى إغلاق التسجيل في وجه التلاميذ مما يشجع على ظاهرة الهدر المدرسي. يضاف إلى هذه الوضعية تراجع عدد الأعوان والملحقين التربويين. فثانوية الجولان مثلا تضم عونين لتغطية 4 هكتارات مساحة المؤسسة وثانوية شكيب أرسلان تضم عونا واحدا لتنظيف 26 قاعة و4 قاعات متخصصة. أمام هذه الوضعية الكارثية والتي تتفاقم بتردي نتائج هذه السنة (إعادة الانتشار على صعيد النيابة والجهة، تقادم البنايات والتجهيزات وظاهرة الاكتظاظ).، خاض الأساتذة في عدة مؤسسات وقفات احتجاجية ما بين 14 و16 أكتوبر 2009 لإثارة انتباه المسؤولين، ودفعهم للتجاوب الايجابي والفعال لحل هذه المعيقات الخطيرة.