في الوقت الذي تجند فيه أعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة وعمال الإنعاش الوطني تحت إشراف رئيس الدائرة الحضرية للادريسية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، صبيحة يوم السبت 17 أكتوبر الجاري، من «أجل تحرير الملك العمومي وتنظيم استغلاله»، في حملة تدخل يومها الثامن خلال ذات الصباح، كانت بعض عناصر الصقور بمعية رئيس دائرة أمن عمر بن الخطاب منشغلة بالتضييق على «الاتحاد الاشتراكي» في القيام بمهمتها الإعلامية لحوالي نصف ساعة أمام مرأى ومسمع من الجميع، في مشهد دفع بالمواطنين إلى التحلق لمتابعة أطوار هذا الاستفزاز العلني ، الذي انطلقت فصوله بالمطالبة بالتعريف بالهوية بالشارع العام والذي تم بأسلوب خال من اللياقة! وبعد الأخذ والرد، عاودت العناصر الأمنية استفزازها من خلال مطالبة رئيس الدائرة الأمنية بعدم أخذ صور لعناصره، التي لم تكن أصلا منخرطة في تحرير الملك العام وإنما كانت تكتفي بالمراقبة عن بعد! الاستغلال السافر للملك العمومي معضلة أرقت المواطنين من قاطني حي درب ميلان الذين ذاقوا ذرعا من احتلال أزقة وشوارع المنطقة بالباعة المتجولين الذين فضلا عن الضجيج والضوضاء والكلام النابي الذي يصدر عن بعضهم، والحيلولة دون مرور السيارات، فإنهم يخلفون وراءهم يوميا أكواما من القاذورات والأزبال، وجهوا بشأنها شكايات عديدة إلى مختلف الجهات المعنية، وهو ما دفع السلطة المحلية إلي القيام بحملة منظمة تطهيرية لتحرير محيط المركب الاجتماعي عمر بن الخطاب والأزقة المتفرعة عنه 13 18 32 35 وشارع الحزام الكبير، حيث عملت على حجز عدد من العربات المجرورة لباعة متجولين غرباء عن المنطقة ، يفدون إليها من أحياء أخرى، في حين تم تنظيم أبناء الحي داخل السوق الموالي للمسجد، مع تنظيمه بدوره وتسهيل حركة الولوجية، ومحاربة «استقرار» العربات ليلا التي كانت تبيت بالمنطقة للإعلان عن استمرار الاحتلال ليل نهار. حملة تحرير الملك العمومي أسفرت خلال أيامها الأولى ، وفق مصادر مطلعة، عن حجز 40 طاولة خشبية، 19 عربة مدفوعة، 37 صندوقا من التمور و25 صندوقا من الخضر المتنوعة. هذا وتتطلع ساكنة المنطقة ، إلى أن تتميز الحملة بالاستمرارية والفعالية لتنظيم الباعة المتجولين واستغلال الملك العمومي، كما يستشف من شهادات بعضهم استقتها «الاتحاد الاشتراكي»، إذ منهم من صرّح «هاذي مدة ما صلينا الجمعة خارج المسجد بكل راحة، لأن الباعة معمرين الدنيا»!