«لاتطالبونني بمراقبة المؤسسات أنا حديث العهد بالنيابة ومنذ التحقت بها وصهوتي على جوادي ما هو دور الفاعلين لإنجاح مشروع الوزارة؟»، إنها بعض من الردود/ التساؤلات التي عقّب بها المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، على ملاحظات / انتقادات عدد من المنتخبين خلال دورة شتنبر لمقاطعة الفداء، بمناسبة تقديمه لعرض حول واقع التمدرس بالعمالة، غاب عنه التشخيص الدقيق، ولم يتم خلاله التطرق إلى جملة من المشاكل والقضايا التي تقف في طريق تحقيق شعار الموسم الدراسي الحالي «مدرسة النجاح»، إذ ركز المندوب على مجموعة من العموميات إلا استثناء، في معرض تقديمه لخطوط البرنامج الحالم أو، كما ورد على لسانه «الطموح»، لكونه جاء حافلا بلفظة «سوف» التي تفتح الباب على مصراعيه على كافة الاحتمالات / القراءات ! «غياب بعض المديرين، عدم التحاق مجموعة من الأساتذة بمؤسساتهم التعليمية، الاتجار في المخدرات وعدم الاكتفاء بتعاطيها داخل المدارس مع استهلاك الشيشا، الممارسات الشائنة التي تستهدف القيم والأخلاق، الغش في الامتحانات وتواطؤ بعض الأساتذة في التغاضي عن ذلك، العنف، تخفيض معدل النجاح سنة تلو الأخرى مع اندحار المستوى التعليمي للتلاميذ، ممارسات بعض حراس الأمن الداخلي الخاص بالمؤسسات من خلال تلقيهم لمقابل من أجل غض الطرف ...»، جملة من الملاحظات التي وردت على لسان المتدخلين التي لم تكتف بالعموميات، بل عملت على سرد حالات بعينها ، كما هو الحال بالنسبة لمدرسة الفداء بنين، حيث تتم مطالبة الآباء بتسديد 200 درهم كواجب للتسجيل بالروض و 150 درهما واجبا شهريا، الأمرالذي يتنافى ومجانية التعليم، والذي تقوم به إحدى الجمعيات المستفيدة من الشراكات في هذا الباب، وهو الواقع الذي يسري على مدرسة علال بن عبد الله، إذ استنكر المتدخلان كيف يمكن لآباء معوزين أن يسددوا ما يطلب منهم، وعن الفرق بين المدرسة العمومية والخواص ؟ آخرون تساءلوا بالنظر إلى واقع التعليم الحالي إن كان حقا يتم التعامل معه كأولوية وطنية ثانية بعد الوحدة الترابية، داعين إلى لقاءات تشخيصية تقويمية تناصحية، وبأن العرض المقدم كان يجب تسليمه للأعضاء قبل الدورة للاطلاع عليه بشكل مسبق حتى يتسنى تحقيق الاستفادة، وكان حريا أن يتضمن تشخيصا ومعطيات مضبوطة عن مقاطعة الفداء وليس العمالة ككل. وتابع المتدخلون تعقيبا على قول المندوب بكون معدل الاكتظاظ وطنيا يتمثل في 41 بعدما كان في السنة الفارطة 44، وبأنه بالفداء مرس السلطان المعدل هو 38، طرح تم التعقيب عليه بأن هناك مدارس تدرس في أقسام بها 40 و 44 في حين أخرى بجانبها بها 22 كما هو الحال بالنسبة لمدرسة الفداء المختلطة ! المشاكل المرتبطة بالوزارة الوصية على القطاع تم التطرق إليها، شأنها في ذلك شأن مشاكل أخرى لها علاقة بالمجالس المنتخبة والسلطات المحلية والأمن، الذي اعتبر بعض المتدخلين أن حضوره يبقى محتشما مما يساهم في تفشي السرقات والاتجار في المخدرات بمحيط المؤسسات التعليمية، وعلى مقربة منها بداخل قاعات الألعاب التي يتم السماح لها لفتح أبوابها مما يشكل ضررا للمتمدرسين، علما بأنه بأمريكا على سبيل المثال يمنع منعا كليا اتخاذ قرار مماثل، وسردت بعض هذه التدخلات نموذجا لأحد «البزناسة» الذي يتخذ من بيع الحلزون غطاء لبيع المواد المخدرة ويستقطب زبناءه من تلميذات وتلاميذ « ابن مسكويه طه حسين وجمال الدين المهياوي»، علما بأنه تم الإبلاغ عنه واعتقل إلا أنه يعود لمزاولة «عمله» في تحد سافر للجميع! مؤخذات وانتقادات نعتت واقع المدرسة العمومية ب«المتردي»، يستلزم إرادة جماعية لدى كافة الشركاء والمتدخلين من أجل تقويم اختلالاته واعوجاجه ، ويتطلب على رأسها انخراطا جماعيا للأسرة والشارع والمدرسة، حتى يتسنى رد الاعتبار إليها والرقي بمستوى التعليم المغربي من المراتب الدونية التي يحتلها في الترتيب العالمي التي تسيء لصورة المغرب والمغاربة في الجانب الفكري، الثقافي، العلمي والمعرفي.