في عقده السابع، غادرنا يوم الثلاثاء الماضي 6 أكتوبر، الأستاذ رجل التعليم والمدرب عبد الله الشاوي.. نعم غادرنا في سكون المتواضعين وهو الذي كان مساره الذاتي والجمعوي ديناميكيا وخلاقاً ومنافحاً من أجل القيم النبيلة. ولعل ذلك، ما جعل منه خصماً شرساً جريئاً يلهج بالحقيقة، ولو كان السبق مسلطاً على عنقه ولا يخاف في الله لومة لائم، سواء عندما كان لاعباً مثالياً في تركيبه البدني ودوره كمهاجم أعسر يهابه كبار المدافعين داخل المغرب وخارجه عندما احترف في فريق لوهافر الفرنسي أو عندما امتهن التدريب في محتده »بيتي جا« أي سيدي قاسم. نعم كان السي عبد الله واحداً من أشاوس سيدي قاسم الذين دفع بهم كبرياؤهم في أوخر الستينات الى التفوق على فريق الرجاء في قلب الدارالبيضاء وبقيادة المرحوم الأب جيكو بالملعب الشرفي بحصة 1/3 وهو نفس المصير الذي عرفه فريق الراك بعمالقته وتحت قيادة المرحوم دانيال بيلارد. الرفاق ساعتها كانوا عمالقة أقوياء أشداء منهم المراحيم: بنزروال، الركراكي، باكير، ميدور، الكرطي، الأخوان باحيدا، بلمجدوب، بن دريس، سليطن إلخ... كان المرحوم نزاعة الى الحوار الجاد والمسؤول في المجال الكروي، وخاصة في مجالات التدريب، ولعل ذلك، غيض من فيض مهنة التعليم التي مارسها ومكنته من حصانة قوية لمجابهة العديد من المحطات الحارقة ليس في مسار الفريق القاسمي فحسب، وإنما في فضاء التسيير ومجابهة الاداريين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وخاصة في الفترة التي وعى فيها المدربون بضرورة تنظيم صفوفهم للدفاع عن مصالحهم. المرحوم كان من رواد المدربين الذين ساهموا فكيراً في بلورة العديد من المشاريع، وخاصة في المناظرة الكبرى التي انعقدت بالرباط سنة 70، والتي أطلت آنذاك وبعيون شخصيات وازنة على الزمن الحالي منبهة الى ضرورة تكوين الأطر التقنية والادارية والطبية لمواجهة تحديات القرن. في السنوات العشر الأخيرة، انخرط المرحوم في جوقة القوى الصامتة التي ترى وتحلل وتناقش عن بعد، لأنها آمنت بأن الانتهازية والتطاول ونسف القيم النبيلة التي تكرسها الرياضة أضحت هي السمة التي تطغى على المصلحة العامة وهي لا تدري أنها بذلك، إنما تغتال المستقبل آنذاك الذي هو الحاضر اليوم.... رحم الله الزميل السي عبد الله الشاوي وأسكنه فسيح جناته وألهم الصبر ذويه وزملاءه وكل الضمائر اليقظة في المجالين الرياضي والتعليمي. وإنا لله وإنا إليه راجعون.