أثارت الحملة التطهيرية التي أعلن عنها رئيس الجماعة الحضرية للرباط،فتح الله و لعلو غداة مباشرته لمهامه الرئاسية ضد ظاهرة الموظفين الأشباح،ردود أفعال مماثلة حيث نسمع اليوم عن قيام رئيس المجلس البلدي لمدينة وجدة، عمر احجيرة بشنّ حملة مماثلة لحملة ولعلو، من أجل تطهير بلدية المدينة من الأشباح الذين تتحدث أخبار صحفية عن كون عددهم يصل إلى ما بين 20 و 50 موظفا شبحا، من أصل 240 موظفا يشتغلون بالبلدية.فيما تحدثت مصادر جد مطلعة عن توجيه تعليمات مركزية لجماعات محلية تعاني من استفحال الظاهرة بشكل خطير، وفي مقدمتها الجماعة الحضرية لفاس بمقاطعاتها الست و التي تنفرد بوجود موظفين وهميين يتقاضون رواتبهم من ميزانية البلدية على رأس كل شهر، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الحضور إلى مكاتبهم ولو مرة واحدة في الشهر.إذ هناك حديث في أوساط الموظفين عن أن أزيد من ثلثي العاملين موظفون أشباح من اصل العدد الإجمالي لموظفي البلدية و المقدر بحوالي 2900 موظف، لا يلتحقون بمقرات عملهم بل إن هناك من لم تطأ قدماه مقر الجماعة، منذ أول يوم اشتغل فيها، منذ تولي شباط رئاسة مجلس المدينة و الذي عرفت ولايته - بحسب مصادرنا- تشغيل مجموعة من الأشخاص المحسوبين على مجموعته وبعض المقربين من رجال السلطة. و إلى ذلك أكدت مصادر مهتمة أن 1200 موظف وعامل، فقط، يشتغلون بشكل منتظم بالجماعة الحضرية لفاس بمقاطعاتها وملحقاتها الإدارية ، وسط حديث عن أكثر من ألف موظف شبح يتقاضون رواتبهم بانتظام . الى ذلك- تضيف ذات المصادر-هناك موظفون هاجروا إلى ايطاليا و فرنسا و اسبانيا، وزوجات مسؤولين ومستشارين تفرغن لتدبير شؤون جمعيات مدنية و سياسية أو يشتغلن في شركات خاصة، وهناك من الموظفين الأشباح من أنشأ مقاولة خاصة وتحسنت أحواله، كما أن هناك من احترف التجارة أو الصحافة ومجالات أخرى عدة كسائق طاكسي الأجرة بصنفيها وبائع متجول بالشوارع و الساحات العمومية،ناهيك عن فئة الموظفين الملحقين بمكاتب ولاية فاس والمصالح الخارجية التابعة. و في السياق ذاته تساءلت مصادر مهتمة بمجال تخليق الحياة العامة ببلادنا، عن أسباب صمت والي المدينة محمد غرابي والمصالح المركزية بوزارة الداخلية عن هذا الملف الضخم الذي لم ترصده "رادارات" لجان التفتيش الترابية ،في الوقت الذي ظل فيه مسؤولو بلدية فاس على مدى الولاية السابقة ولا يزالون يتحدثون عن ضعف الموارد المالية، بينما الجماعة تبذر ملايير السنتيمات شهريا على موظفين أشباح،ولما لا وقد صرفت ميزانية جماعة محلية بأكملها لأجل تغطية مصاريف نقل أسدين منحوتين تم جلبهما مؤخرا من بوركينا فاصو بإشراف من فنان تشكيلي جد مقرب من شباط.. والبقية تأتي من أدغال بلدان افريقية أخرى لحصد ما تبقى من ميزانية الجماعة الحضرية التي بات يتهددها الإفلاس بعد أن أهدرت العاصمة العلمية والروحية للمملكة - كما يقول الفاسيون- « فرص توظيف أموال الجماعة في إنجاز مشاريع البنية التحتية و التنمية المستدامة، جراء جنوح المسؤولين المحليين إلى شرعنة الفساد، سواء بالاحتماء بالسياسة أو من خلال اتساع هذه الظاهرة مع وجود مافيات وميليشيات، ترى فيها ديمومتها، ناهيك عن محاولة البعض تطبيع هذا الهدر لممتلكات الدولة ومواردها المالية والبشرية التي تحول بموجبها الموظفون الأشباح إلى أشباح الموظفين يتقاضون رواتب تصرف لمقاولين وسائقي طاكسيات و "فراشة" ومهاجرين بالخارج وهم بإعداد متزايدة، وربما لاحقا يطالبون بشمولهم بقانون «التقاعد! ».