يحفل متحف قومية خوي (أو هوي) المسلمة بإينتشوان عاصمة إقليم نينغشيا (شمال الصين) بنسخة قديمة من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد تعود ل800 سنة تعتبر مفخرة القومية المنحدرة من وسط آسيا والمنطقة العربية، والتي لاتزال تحافظ بكل اعتزاز على هويتها الإسلامية. ويضم هذا المتحف قرابة ألف قطعة أثرية ذات علاقة بقومية خوي (بضم الخاء) من بينها أواني خزفية بعضها اكتشف في قبور أسرة يوان مكتوب عليها «»»»الله أكبر»»»» . ويقول لي رون زو، محافظ المتحف لوكالة المغرب العربي للأنباء وهو يستعرض قصة هذه النسخة من المصحف، أن الخبراء الصينيين «»»»يرجحون أنها ترجع لنحو800 سنة وهي واحدة من ثلاث نسخ للقرآن الكريم تعتبر الأقدم في الصين»»»» . وتقع منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية خوي في الشمال الغربي للصين، بالمجاري العليا والوسطى للنهر الأصفر (هوانغ خه) وتربط بين المنطقة التي تسمى قوبي ( صحراء غوبي) في منطقة منغوليا الداخلية وهضبة هوانغتو (التراب الأصفر)، وتبلغ مساحتها حوالي 66 ألفا و500 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة 35 في المائة منهم مسلمون ينتمون لقومية خوي. ويضيف لي رون أن تلك النسخة من المصحف أهداها للمتحف أحد الأئمة بمدينة سيجي (جنوب نينغشيا)، وهي من إرث أسرته كان قد استقدمها أحد أجداده من رحلة حج، مستطردا أنها تعتبر أقدم نسخة للقرآن الكريم وأحسنها حفظا في منطقة نينغشيا. ويقول إن الكثير من الآثار التابعة لقومية خوي أتلفت وضاعت خلال فترة «»»»الثورة الثقافية السوداء»»»» ، وهذه النسخة من القرآن الكريم حفظتها أسرة ذلك الإمام في كيس بين الرماد في بطن موقد نار، مما مكنها من النجاة من عمليات الإتلاف الممنهجة التي كانت تلحقها الميلشيات الشيوعية بكل شيء قد تعتبره معاديا لثورة البروليتاريا الثقافية الكبرى التي انطلقت في 1966 . ويوجد بهذا المتحف الذي يهدف إلى إطلاع الزوار على الثقافة التاريخية والشعبية لقومية خوي والتعرف على فنونها، قرابة ألف قطعة أثرية متعلقة بهذه القومية جمعت من داخل الصين، من بينها نسخ صغيرة الحجم من القرآن الكريم تعود لمائتي سنة، وأواني فخارية وحلي وملابس وغيرها. لكن محافظ المتحف يقول إنه لم يبق الشيء الكثير من قومية خوي كآثار، لأن أبناء هذه القومية لم يكونوا على غرار باقي الصينيين يدفنون أشياءهم الثمينة مع الموتى، فضاعت مع مر الزمان، وخلال فترة الثورة الثقافية ضاع تقريبا كل شيء من آثار وتراث، بل حتى المساجد أغلقت وأحرقت، ولم تعد الدولة الاعتبار للإسلام والمسلمين إلا في فترة الانفتاح ابتداء من 1979 حيث أقرت بالأخطاء السابقة، وتم رسميا نعت مرحلة الثورة الثقافية بأنها مرحلة سوداء في تاريخ الصين. ويقع متحف قومية خوي ضمن مجمع ضخم تم بناؤه عام 2005 على مساحة 20 هكتارا ليكون أكبر معرض دائم في الصين لعرض ثقافة قومية خوي، ويضم أيضا ساحة عرض كبيرة تستقبل نحو20 ألف شخص تقام فيها حفلات شعبية لأبناء القومية، ثم مسجد وقرية فنون ومجمع مطاعم. ويوجد هذا المجمع في أطراف قرية نا ببلدية يونينغ على بعد 22 كلم من إينتشوان، وبالنسبة للسكان المحليين فإن هذا الإسم يشكل مصدر اعتزاز. ويقول ما زهو، الفقيه بأحد مساجد البلدة، إن اسم نا هو الإسم الصيني لفقيه وسياسي يدعى نصر الله شمس الدين عمر ينحدر من أسرة هاجرت من بخارى وسط آسيا الى الصين خلال القرن ال13 مع جيش المغول، ودرس الثقافة الصينية، وترقى إلى أن شغل مناصب سياسية رفيعة لدى سلالة يوان (1271 -1360 ) .