لم تكن السيدة فاطنة الراشدي الساكنة بحي السلام بمدينة خنيفرة تتوقع بأن يخبرها رجال الأمن بخنيفرة بأن ابنتها ليلى ( 32سنة ( التي اختفت منذ أكثر من شهر قد توفيت ببني ملال و توجد جثتها بالمستشفى الجهوي لنفس المدينة ، و ذلك لأن الأم المكلومة كانت قد أخبرت الدائرة الأولى للشرطة بمدينة بني ملال باختفاء ابنتها منذ يوم 18 غشت الماضي . كما بحثت عنها بمستشفى بني ملال و أخبرتها الإدارة أنذاك بأن هذا الإسم لا يوجد سواء بلوائح المرضى أو بلوائح الوفيات. و لما توصلت الأم بالخبر الصاعقة انتقلت مع عائلتها إلى بني ملال، حيث عاينت جثة ابنتها التي وجدتها مرمية على أرضية مستودع الأموات بالمستشفى و هي متعفنة و فاقدة للعينين ، مما يؤكد أن الجثة تعرضت للإهمال و لم يتم الإحتفاظ عليها كما يجب . هذا المنظر المقزز أثار حفيظة العائلة التي احتجت و دخلت في مشاداة بحضور رجال الشرطة مع المسؤول على المستودع . مدير المستشفى أفاد العائلة بأن سيارة الإسعاف أحضرت ليلى مصحوبة برجال الأمن إلى مستعجلات المستشفى يوم 5 غشت الماضي وقد تعرضت - حسب إخبارية الشرطة - إلى حادثة سير خلفت لديها كسرا في الرجل اليمنى و رضوضا على مستوى الرأس و كدمات خطيرة في البطن ، فتبين بأن معدتها وكبدها أصيبا بأضرار كبيرة مما حال دون إنقاذ حياتها رغم العملية الجراحية التي أجريت لها على مستوى البطن ، ففارقت الحياة يوم 6 غشت و حولت جثتها على مستودع الأموات ، لكن وثائقها الشخصية بقيت لدى الشرطة في ملف الحادث. شرطة بني ملال أكدت بدورها تعرض ليلى لحادث سير يوم 5 غشت بشارع 20 غشت ببني ملال حيث صدمتها سيارة كان يسوقها عامل بالخارج . وقد أخلي سبيله مباشرة بعد نقل المصابة نحو المستشفى الجهوي. حوالي شهر و ستة أيام و العائلة المكلومة تبحث عن ابنتها المختفية من خلال رحلات متواصلة بين أقسام الشرطة و مستشفيات مدينتي بني ملال و خنيفرة بدون جدوى . في حين تكتمت الشرطة بشكل غير مفهوم على حادثة ليلى و كذا وفاتها ولم تخبر عائلتها طيلة هذه المدة رغم توفر المتوفية على وثائق هويتها و كذا هاتفها النقال الذي ظل يرن دون جواب لمدة ثلاثة أيام حسب أمها التي كانت تتصل بها لمعرفة مكانها منذ أن أخبرتها خالتها يوم 6 غشت بأن ليلى غادرت بني ملال متوجهة نحو خنيفرة . الأم المكلومة طالبت من خلال رسالة وجهت لفرع بني ملال للمركز المغربي لحقوق الإنسان بمساندتها لرفع شكاية إلى الوكيل العام بمحكمة بني ملال، بهدف فتح تحقيق حول ظروف اختفاء و وفاة الفقيدة ليلى ، مع تحديد المسؤوليات سواء على مستوى الشرطة أو على مستوى المستشفى الجهوي ببني ملال . و قد تم وضع الشكاية أول أمس الإثنين بالمحكمة، أملا في تدخل القضاء لتفكيك خيوط و ملابسات هذه النازلة التي يبدو أنها قد تكشف تورط بعض الجهات في محاولة إخفاء هذه الوفاة الغامضة .