لقد عملت الحركة من أ جل ثلث المقاعد المنتخبة للنساء في أفق المناصفة على دعم التمثيلية السياسية للنساء، وذلك من خلال برنامجها الترافعي والتحسيسي اتجاه صانعي القوار السياسي، وكذا برنامجها التكويني الهادف الى تقوية قدرات النساء وإدماجهن في الحياة السياسية، وذلك للمشاركة الفعالة في تسيير الشأن العام والمحلي. لقد كانت الانتخابات الجماعية 2009 محطة مهمة في مسار التمثيلية السياسية للنساء لأنها أحدثت القطيعة مع المحصلة الصفرية التي لازمت التمثيلية السياسية للنساء في المجالس المنتخبة على الصعيد المحلي طيلة سنوات، حيث لا يخفى على الجميع العمل الذي قامت به الحركة من أجل الثلث ومختلف القوى الفاعلة في المجال للحصول على نسبة مهمة للنساء خلال هذه الانتخابات، وهو الأمر الذي تحقق من خلال الحصول على نسبة 12% للنساء. لقد أسفرت الانتخابات الجماعية الاخيرة عن نتائج مهمة تمثلت في ترشيح 20458 امرأة، أي بنسبة 15% وعن فوز 3428 منتخبة، وهو الأمر الذي يؤكد انخراط الدولة في مسلسل من الإصلاحات من أجل تحديث المشهد السياسي في المغرب، كما يوضح خيار التنمية المعتمد على الحكامة الجيدة. إن المكتسبات الجديدة هي نتيجة النقاش السياسي الجاد الممتد ما بين 2001 و2009 حول تطوير التمثيلية السياسية للنساء، لكن السؤال الجوهري بالنسبة للمرحلة الراهنة - وخصوصا بعد انتهاء انتخابات مجالس العمالات والأقاليم والتي تسجل تراجعا كبيرا على مستوى تمثيلية النساء لأن عدد المقاعد التي حصلت عليها النساء (25 مقعدا من أصل 1289 مقعدا) لم يرق إلى نفس النسبة التي تم الحصول عليها في الانتخابات الجماعية - هو: هل سترقى انتخابات 2 أكتوبر 2009 الخاصة بتجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين الى النسبة التي تحققت في الانتخابات الجماعية، وبذلك يكون المغرب قد خطا خطوة أخرى نحو تحقيق الديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص؟ وهل ستعمل الأحزاب السياسية على الدفع بتحسين التمثيلية السياسية للنساء داخل مجلس المستشارين، خاصة وأن عدد النساء داخل هذه المؤسسة هو امرأتان من أصل 270 عضوا. ولمواصلة النقاش حول هذا الملف، ولإعادة قراءة واقع التمثيلية السياسية للنساء على ضوء نتائج مجالس العمالات والأقاليم والجهات، ولاستشراف المستقبل تنظم الحركة من أجل الثلث ندوة تحت عنوان: «انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين: أية آفاق للنساء؟» وذلك يوم الأربعاء 16 شتنبر 2009 بفندق إيدو أنفا ابتداءمن الساعة 18.30 مساء.