انتخب مساء أول أمس مجلس عمالة الدارالبيضاء، بتكشيلة أعطت أول قوة عددية لحزب ساجد، الذي تمكنت لائحة ذراعه الأيمن، محمد جودار، من الحصول على ثمانية مقاعد، فيما حاز حزب العدالة والتنمية على سبعة مقاعد، شأنه شأن تحالف حزب الاستقلال والحركة الشعبية، هذا التحالف الذي تقدم بلائحة على رأسها سعيد حسبان الرئيس السابق للمجلس. أما تحالف حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب التراكتور، رغم أنه تمكن من تبوء الصدارة بتسعة مقاعد إلا أن العملية الحسابية الحقيقية تظهر أن الأحرار لم يتجاوز أربعة مقاعد والتراكتور 5 مقاعد، علما بأن الأخير يتوفر على 42 عضوا داخل مجلس المدينة الذي انتخب هذه التشكيلة. وكان من المفروض أن يحصل هذا التحالف على 14 مقعدا داخل مجلس العمالة. ولم تخل عملية الوصول إلى كراسي هذا المجلس قبل موعدها، من طرائف وتسربات مالية، فقد تم اتهام أحد المرشحين من طرف منافسيه بتوزيع المال على البعض كي يضمن تصويتهم، وكان قبل حلول موعد التصويت بأيام يطالبهم بأداء اليمين على القرآن قبل الحصول على «تعويضات» التصويت. وهي ذات العملية التي شهدها بهو الولاية، حيث أجريت عملية التصويت، كما صرح لنا بذلك عدد من الحاضرين. أداء اليمين أو «لحلوف» كان هو العنوان الأبرز في هذه المحطة، فأعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب التراكتور وفي آخر اجتماع سبق موعد التصويت، عقدوا جلسة، كان فيها موضوع «لحلوف» هو التيمة الأساسية، فأعضاء الفريق الأول أعلموا الفريق الثاني أنهم «حلفوا» قبل أيام على أن يظلوا على العهد مع حليفهم، وبأن على حليفهم أن «يحلف» بدوره على الالتزام بالتصويت على اللائحة. ودخلوا في سجال حول هذا الموضوع انتهى بتدخل أحدهم ليحسم هذا النقاش بعد أن قال لهم «لحلوف ع ولف». ليتسابق الجميع على المصحف وأداء قسم «الوفاء». لكن بعد إعلان النتائج اتضح ل «زعيم» التحالف أن حلفاءه لا عهد لهم ولم يمكنوه من الأغلبية المنتظرة. وقد علمنا ممن حضروا مأدبة «لحلوف» هذه أن أحدهم أخذ القرآن الذي تم القسم عليه كذكرى لهذا الحدث. وفي ظل تقارب النتائج التي حصلت عليها كل لائحة، تظل كل الاحتمالات واردة حول من سيرأس هذا المجلس، ويرى المتتبعون لشؤون الدارالبيضاء بأن أقرب لائحة للفوز برئاسة هذا المجلس هي لائحة الأحرار مع التراكتور بتحالف مع لائحة حزب ساجد، خصوصا وأن وكيل لائحته محمد جودار يعد أيضا من المقربين لمهندس تحالف الأحرار والتراكتور شفيق عبد الحق رئيس مجلس الجهة السابق. وقد عرفت عملية الانتخاب، غياب كل من الوزير غلاب والوزيرة ياسمينة بادو، كما أن مستشارا من العدالة والتنمية خلال التصويت مزق ورقة التصويت ووضعها قرب الصندوق لأسباب لا يعلمها إلا هو.