مع حلول شهر رمضان، بل وأسابيع قبل حلوله، اعتاد التجار المصريون على إطلاق بعض الأسماء على ما يبيعونه من سلع ومواد غذائية، من أجل ترويجها والترويح، ربما عن أنفسهم وأنفس من يقتنيها من زبنائهم. هكذا لجأ بائعو التمور هناك هذه الأيام، ونحن على مشارف شهر الصيام، إلى إطلاق إسْمَيْ هيفاء ونانسي على نوعين من أفضل التمور لديهم، وأغلاها وأعلاها ثمناً، نظراً لجودتها وطراوتها وحلاوة طعمها. وكنا في سنوات سابقة قد وجدنا الباعة المصريين، وهم يطلقون اسم شارون على نوع من البلح، يبدو أنه من أسوأ الأنواع من تلك التي لا يمكن هضمها. الباعة المغاربة عادة لا يلجأون إلى تسمية المواد الغذائية إلاّ بأسمائها، ربما احتراماً لنعم الله، لكنهم قد يطلقون بعض الأسماء على الأثواب، بل حتى على بعض الأمراض كأمل حياتي مثلا نجانا الله وإياكم منها. لذلك، فإذا كان الجديد خلال رمضان هذا العام في مصر هو تمور هيفاء ونانسي التي لا نعلم إن كان الإفطار بهما مع استحضار صاحبتي الإسمين حلالا أم لا، فإن الجديد عندنا خلال هذا الشهر المبارك هو النقصان في الساعة ساعة، والزيادة في الأسعار أكثر من زيادة!