تسلمت السلطات الأمنية الهولندية أول أمس الأربعاء، ثلاثة مغاربة كان قد تم ترحيلهم من كينيا إلى بلجيكا بعد اتهامهم بالتوجه إلى معسكرات تدريب تابعة لجماعة الشباب الصومالية، التي تربطها علاقات بتنظيم القاعدة. ومن المنتظر أن يمثل الشبان المغاربة، الذين يتوفر اثنان منهم على الجنسية الهولندية والآخر على أوراق الإقامة الهولندية، أمام القضاء الهولندي يومه الجمعة بعد أن يتم إخضاعهما للاستجواب لدى المصالح الأمنية المختصة. وقبل ذلك، وبمجرد تحديد هويات المعتقلين، باشرت مصالح الأمن الهولندية حملة تفتيشية في منازلهم مما مكنها من حيازة العديد من الوثائق التي لم يتم بعد الكشف عن طبيعتها ومضامينها. وكما أوردت ذلك السلطات الكينية، فإن المعتقلين المغاربة الثلاثة إلى جانب صومالي يحمل الجنسية الهولندية اعتُقلوا في بلدة «لامو» الساحلية، حيث كانوا يحاولون الوصول إلى منطقة «كيونغا»، التي لا تبعد عن الحدود الصومالية إلا بخمسة عشر كيلومترا. وصرح المعتقلون لمصالح الأمن بأنهم سياح هولنديون، لكن ما أثار شكوك رجال الأمن هو عدم وجود أية مواقع سياحية بالمكان إلى جانب عدم توفر المعتقلين على تأشيرات سفر خاصة بالسياح. ومن بين ما كان يحوزه المعتقلون، العديد من الكاميرات الرقمية وحاسوبان محمولان، تم إخضاعهما للبحث، حيث اكتشف المحققون أن المعتقلين أرسلوا منهما العديد من الرسائل الإلكترونية لأعضاء متهمين بالانتماء إلى جماعة الشباب في الصومال. وتم نقل المتهمين إلى مكتب مكافحة الإرهاب بالعاصمة نيروبي بعد أن تم استجوابهم في بمدينة مومباسا. ورفض الناطق الرسمي باسم الحكومة الكينية، ألفريد موتوا، الإدلاء بتصاريح تتعلق بتفاصيل العملية، واكتفى بالقول: «أستطيع أن أؤكد أنه تم اعتقال العديد ن الأشخاص، وهناك عملية لا تزال أطوارها تسير في الوقت الراهن. ولهذا السبب لا يمكننا إعطاء أي تعليق عليها لما يمكن أن يشكله ذلك من خطر على سير العملية». وأوضح أن «بعض العمليات التي نقوم بها تبعث رسالة واضحة مفادها أننا لن نسمح بأن يتم استغلال كينيا كمنطلق للنشاطات الإرهابية». ورغم أن جماعة الشباب ليست ضمن لائحة الولاياتالمتحدةالأمريكية للمنظمات الإرهابية في العالم، إلا أن مقاتليها يلتزمون، حسب الحكومة الصومالية، بإقامة نظام الخلافة في الصومال معتمدين في ذلك على دعم المئات من المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا على البلد منذ بداية هذه السنة في إطار ما يعتبرونه الجهاد ضد الغرب.