منذ عقود عِدة لم يعرف حي الصفاء بالألفة بتراب مقاطعة الحي الحسني، أية أوراش إصلاحية تذكر، ماعدا بعض «الترقيعات» البسيطة التي بقدر ما شكلت أملا للساكنة في الخروج من وضعية الحي المزرية، بقدر ما زادت من تأزم الوضع، فأضحت مشاكل الساكنة لا تنحصر عند حدود ظاهرة معينة! فالتهميش يطال أكثر من مجال، حسب شكايات السكان، كغياب دور فعال للجمعيات المتواجدة بالحي في الاهتمام بشؤون سكانه وتمثيلهم أحسن تمثيل، رغم تخصيص مبالغ مالية من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال برنامج لدعم جمعيات الأحياء النشيطة، «إلا أن الأمر لايزال يلفه العديد من الغموض الى حد الآن، ولم تظهر بوادر للعمل بالنهوض بهذا الحي الى حد الساعة»، مؤكدين على «ضرورة التدخل للوقوف على مجموعة من الاختلالات التي يعرفها الحي على مستوى العديد من المجالات، وكذلك لفت النظر الى بعض الأنشطة التي باتت تشكل مصدر قلق دائم للساكنة، كما هو حال مجموعة من بائعي الكلأ « النخال» الذين يحولون فضاء الحي إلى مربط للخيول والحمير والعربات المجرورة ، وكذا الكلاب الضالة مما يجعل الفضاء أقرب إلى سوق قروي»! ظاهرة أخرى باتت تثير حفيظة الساكنة، وهي احتلال الملك العمومي بهدف إقامة بعض الأنشطة دون سابق الحصول على ترخيص وفق المساطر المعمول بها قانونيا، هذا الاستغلال، مثلا ، يتضح من خلال عملية توزيع فضاء «المارشي» المتواجد وسط الحي فيما بين الباعة، والذي أضحى ساحة لمجموعة من العربات المركونة والصناديق الخشبية وبعض المستلزمات التي استغنى عنها أصحابها، وكذلك السيارات المهترئة والمتلاشيات في غياب أي رادع لهم، حيث تجاوز البعض المساحات المخصصة له ، إلى الترامي على الملك العام، وهو ما جعل السكان يرفعون العديد من الشكايات، لكن دون أن تجد لها الآذان الصاغية ماعدا بعض الحملات الخاطفة! إن هذه السلوكات الفوضوية ، حسب الساكنة، أصبحت قاعدة عامة امتدت إلى الأحياء المجاورة (الوفاق، ليساسفة، ...) إذ لا يتردد بعض الأشخاص في الاستحواذ على الفضاءات الموجودة أمام منازلهم واستغلالها بدون سند قانوني، مما ينتج عنه تشويه لجمالية الحي. مشكل آخر تتخبط فيه الساكنة وهو غياب النظافة، فالأكياس البلاستيكية أصبحت تؤثث أزقة الحي في غياب ل «صناديق» القمامة، مما جعل الشارع العام يتحول إلى مزبلة!؟