لقي طفلان من عائلة واحدة حتفهما يوم الخميس المنصرم على إثر تعرضهما لتسمم غذائي، فيما ساءت الحالة الصحية لبقية أفراد العائلة البدوية المكونة من 7 أفراد و القاطنين بدوار أرزغلي بقبيلة آيت سعيد اولحسن التابعة لجماعة تالسينت. أولى التحريات، كشفت أن أفراد العائلة تناولوا جميعا وجبة عشائهم يوم الخميس المنصرم،و ذلك بعد أن أقدم أب الأسرة على ذبح شاة من بين قطيع للأغنام في ملكيته، و في الصباح وجدت الطفلة البالغة من العمر 15 سنة جثة هامدة ليلتحق بها بعد لحظات أخوها البالغ من العمر 14 سنة، الشيء الذي استوجب نقل الضحيتين رفقة أفراد العائلة المتبقين إلى المستشفى المركزي بتالسينت،حيث أحيلت جثتا الطفلين على التشريح الطبي بمدينة وجدة و نقل الطفل الثالث البالغ من العمر 12 سنة إلى المستشفى الإقليمي بالرشيدية و هو في حالى صحية جد حرجة، فيما وضع الأب و الأم إلى جانب طفلين آخرين بالحجر الصحي بمستشفى تالسينت الذي تنعدم فيه كل مواصفاة المرفق الاستشفائي بعد أن تحول إلى بناية مهجورة تستقبل الأموات! هذا و قد علمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بأن فريقا طبيا حل بتالسينت قادما إليها من الرباط لفتح تحقيق في الحادث و معرفة الأسباب الكامنة وراء هلاك طفلين بتسمم غذائي و الذي قالت بخصوصه مصادر متطابقة على صلة بالموضوع ، إن الشاة التي تناولتها العائلة المنكوبة المصابة بباكتيريا «الشاربون»،قد تكون السبب المباشر وراء وفاة الطفلين و تدهور صحة أفراد العائلة المتبقين، حيث حملت بعض الجهات المصلحة البيطرية بتالسينت التابعة للمكتب الجهوي للفلاحة بالرشيدية، مسؤولية ما حدث «نظرا لعدم حرصها على إخضاع الماشية بمنطقة تالسينت التي تعتمد كليا على هذا القطاع، لجميع اللقاحات المضادة للأمراض و الفيروسات الوبائية ضمن الحملات البيطرية التي تنظم بجميع التراب الوطني لكنها تخلفت عن موعدها بمنطقة تالسينت على مدى سنتين متتابعتين». و في انتظار ما ستسفر عنه مجريات البحث الذي تم فتحه تحت إشراف السلطات المركزية و الذي فرضت حوله سرية تامة، تعالت أصوات المجتمع المدني و الفاعلين المحلين بتالسينت تطالب الجهات الحكومية بالتفاتة مسؤولة حيال البنيات الطبية التحتية و التي أضحت عاجزة عن تلبية حاجيات المرضى الذين يلجونها في ظل انعدام الوسائل و الأطر الطبية بالعديد من التخصصات خاصة طب الأطفال و النساء و الجراحة.