ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي، وعضو اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص، الأربعاء بالرباط، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الأولمبياد الخاص المغربي والأولمبياد الخاص الدولي. وتهدف هذه المذكرة، التي تتعلق بالتحضير للمؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص الدولي الذي ستحتضنه مدينة مراكش خلال يونيو2010 ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمدالسادس، إلى وضع إطار للتعاون والتنسيق بين الطرفين في ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالتنظيم والتأطير والتواصل وتبادل المعلومات والوثائق وتتبع أشغال الاجتماعات التحضيرية قبل وأثناء وبعد انعقاد المؤتمر. وبمقتضى هذه المذكرة، التي وقعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة والرئيس التنفيذي للأولمبياد الخاص الدولي السيد برادي لوم، يلتزم الطرفان بتحديد الإجراءات العملية والقواعد المزمع احترامها خلال مختلف مراحل تهيئ وتطبيق البرنامج التنفيذي للمؤتمر. كما يلتزم الجانبان بضمان نجاح هذا الملتقى الدولي، من خلال تعبئة كافة الوسائل الضرورية وتنفيذ الأعمال المستهدفة الرامية إلى استحداث لجنة لدعم المؤتمر، تتكون من ممثلي الأولمبيادالخاص الدولي والأولمبياد الخاص المغربي، والفاعلين المغاربة والدوليين في حركة الاولمبياد الخاص، وكذا التصديق على المواصفات المرجعية المتعلقة بترشيد استعمال شعارات وعلامات الأولمبياد الخاص الدولي. وتشكل هذه المذكرة مناسبة لأعضاء الأولمبياد الخاص المغربي لتبادل خبراتهم وتجاربهم مع نظرائهم بالأولمبياد الخاص الدولي وبمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مختلف المجالات المتعلقة بالتخطيط والبرمجة والتدبير والتواصل والمالية والحكامة الجيدة. وأكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، في كلمة خلال حفل التوقيع، أن اختيار مدينة مراكش لاحتضان المؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص الدولي، لم يأت محض الصدفة، وذلك بالنظر إلى عراقة تاريخها، واعتبارا لغنى تراثها الثقافي المادي وغير المادي المعترف به عالميا، فضلا عما تجسده هذه المدينة من تناغم بديع بين مقومات الأصالة والمعاصرة وما ترمز إليه من تجذر لروح التسامح والتنوع. وبعد أن ذكرت سموها بأن الاجتماع الاستثنائي لمجلس إدارة الأولمبياد الخاص الدولي سيلتئم بمراكش بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر، شددت على أن نجاح هذا الحدث الذي سيعرف مشاركة ما يناهز150 مندوبا، يبقى رهينا بالجهود التي سيتم بذلها من قبل المؤسستين الموقعتين على هذه المذكرة، مضيفة أنه لهذه الغاية تم تضمين هذا الاتفاق كافة الترتيبات المزمع اتخاذها للرقي إلى مستوى التزامات كل طرف وتجسيد أواصر التعاون الوطيد القائم بينهما. وأشارت صاحبة السمو الملكي إلى أن هذه الترتيبات تتضمن تحديد طرق التمويل المناسبة، ووسائل الدعم والمتابعة ذات الطابع اللوجيستي، وكذا الجوانب المتعلقة بالتواصل وتبادل المعلومات والوثائق المرتبطة بكافة المراحل، التي سيمر منها المؤتمر، سواء خلال أطواره التحضيرية أو طيلة المدة المخصصة لفعاليات المؤتمر. ومن جهته، أكد السيد برادي لوم أن التوقيع على هذه المذكرة يشكل مناسبة لل«إعلان رسميا عن أحد أحداثنا الهامة والتاريخية على مدى41 سنة من الوجود». ويتعلق الأمر بتنظيم المؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص2010 بالمغرب، مضيفا أنه لأول مرة منذ عشر سنوات سيحضر أهم الفاعلين بالمنظمة عبر العالم من أجل التعاون ورفع تحدي بناء. وأضاف أن المؤتمر سيشكل مناسبة لاستعراض حصيلة عشر سنوات مضت من العمل الشاق والتضحية والجهود التي بذلتها حركة الأولمبياد من أجل بلوغ مستوى من التطور والرفع من عدد العدائين والمتطوعين والمدربين والأسر ب170 بلدا عبر العالم. أما الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد أيمن عبد الوهاب، فقد أكد أن اختيار المغرب لتنظيم هذا المؤتمر العالمي يعتبر «تقديرا كبيرا من الأولمبياد لمنطقتنا وللمغرب» خصوصا وأن المؤتمر سيضع ملامح الخطة الاستراتيجية2011 -2015 على المستوى العالمي. وبعد أن ذكر بأن الأولمبياد الخاص الدولي قطع نصف الطريق في خطته الخماسية الثانية للتطوير (2006 -2010 )، والتي تهدف إلى الرفع من عدد اللاعبين المسجلين إلى 150 ألف على مستوى المنطقة، وثلاثة ملايين على مستوى العالم، أكد على ضرورة تضافر جهود الجميع، كل من موقعه، لتحقيق هذا الهدف السامي. من جهة أخرى، أعرب أحد رياضيي الأولمبياد الخاص المغربي، بهذه المناسبة، عن اعتزاز كافةرياضيي الأولمبياد باحتضان المغرب للمؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص الدولي، والذي سيجعل من مراكش قطبا عالميا للأولمبياد الخاص الدولي، وقبلة لكل الفاعلين وناشطي حركة الأولمبيادعبر العالم. حضر حفل توقيع هذه المذكرة على الخصوص كاتب الدولة لدى وزير الداخلية السيد سعد حصار، ووزيرة الشباب والرياضة السيدة نوال المتوكل، ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر، الذي سيعرف مشاركة أزيد من475 مندوبا من دول العالم، يشكل مناسبة للمشاركين لتعميق التفكير في مختلف القضايا المتعلقة بتطوير وتنميةالأعمال ذات الأولوية وتحديد المحاور الرئيسية للمخطط الاستراتيجي 2010 -2015 . ويربط الأولمبياد الخاص المغربي، منذ تأسيسه في سنة1994 بمبادرة من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، علاقات وثيقة مع الأولمبياد الخاص الدولي في مجال التعاون والتنسيق. ويخول الأولمبياد الخاص الدولي، وهو منظمة عالمية ذات هدف غير ربحي، للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية إمكانية تنمية قدراتهم الجسمانية والإنسانية عبر تشجيعهم على ممارسة الرياضة وتسهيل اندماجهم في المجتمع. ومنذ تأسيسه سنة1968 من طرف السيدة أونيس كينيدي شرايفر إلى يومنا هذا، يحتل الأولمبياد الخاص الدولي مكانة متميزة بين المنظمات الرياضية والاجتماعية والإنسانية العالمية الكبرى، حيث يتيح الفرصة لأزيد من3 ملايين رياضي ورياضية من 170 بلدا من ممارسة الرياضة والمشاركة في مختلف التظاهرات الرياضية والأنشطة الموازية.