«بني ملال تتحول إلى كابول الأفغانية» بمثل هذا العنوان وبما يناظره معنى ومبنى عنونت أكثر من جريدة مغربية بالأمس أخبارا عن تصوير فيلم إسباني يحمل عنوان: «برقع من أجل الحب» في مناطق بالمغرب ضمنها، تصوير مشاهد منه بداية هذا الأسبوع بمدينة بني ملال التي قال عنها منتج الفيلم: «إن اختيار بني ملال جاء لكون خصوصياتها تقترب من كابول بوجود الجبل بجانب المدينة وحتى نوعية البنايات وهندسة بعض الأحياء تذكرنا نوعا ما بكابول». والحقيقة أن هذا المنتج ليس الوحيد الذي يرى في مدننا ما يذكر بكابول أو بمقديشيو أو قندهار أو ببنغلاديش ومدنها، ذلك أن المواطنين المغاربة أنفسهم أطلقوا على الأحياء التي يسكنونها هم أنفسهم أسماء قندهار وتورا بورا وما يُشابهها محنا وبؤسا ومكابدات، مع العلم أن أخبار الحرب ومآسيها هي من رسخ أسماء مثل هذه المدن في ذاكرة المواطنين المغاربة، وهو ما يجعل من هؤلاء المغاربة الذين يسمون أحياءهم بأسماء مدن غارقة في الحروب، يشعرون وكأن ثمة حربا قائمة ضد أحيائهم من طرف المسؤولين الذين عادة ما لا يتذكرونهم إلاّ مع كل استحقاق انتخابي. أما الآن، وقد «اختارت» هذه الأحياء ممثليها، فإننا نخشى أن يأتي الفيلم المغربي يحمل عنوان: «بُقع مِنْ أجل الحَبِّ» الذي يعني عند المغاربة الگرمومة!