قناص سيدي إيفني الذي بث مؤخرا شريطا أطلق عليه اسم «الصدمة» يفضح فيه خمسة من رجال الدرك وهم يتلقون رشاوى بحاجز أمني بمدينة تيزنيت، وأربعة عناصر من الشرطة في وضع مشابه بذات المدينة، هذا القناص لابد وأن بعض المرتشين من رجال الدرك ورجال الأمن بالجنوب سيحسبون له ألف حساب في القادم من الأيام، خاصة وأنه ختم شريطه الجديد بإنذار من يزاولون ابتزاز المواطنين من الدرك ورجال الأمن بأماكن محددة بمدينة السمارة وبويزكارن وتزنيت، وهو ما يعني أن عين كاميراته تغطي مناطق واسعة بالجنوب. ولأن آفة الرشوة في المغرب، يبدو أنها أكبر من تحاربها الحكومة، أو بعض الجمعيات المدنية المشتغلة في ميدان محاربتها، فإن كاميرات القناصين بدأت تقدم لهؤلاء وأولئك، سواء في الحكومة أو في المجتمع المدني، بعض الدعم الدامغ الذي لا يقبل الشك ـ وبالصورة الحية التي لا يخالطها ريب، إذ ابتداء من قناص تارجيست وعدسة كاميراته وصولا الى قناص سيدي إيفني وما بثه من أشرطة، تم تفعيل العقاب في حق المرتشين الذين التقطتهم العدسات، وهو ما يجعل من الحرب على الرشوة هم المواطن أولا، ومن مسؤولية جميع المواطنين أيضا.