أضحت العديد من المشاهد المشوهة لجمالية وعمران مجمل الأحياء البيضاوية أمرا اعتياديا ومألوفا، ودخلت ضمن خانة كل ما هو «طبيعي»، وأصبح المواطنون يتعايشون معها، بل إن منهم من استهوته التعديلات في التصاميم، وتغيير الواجهات، وإضافة الطوابق، وصار من المتهافتين/المتسابقين على هذا النوع من «البناء» وإن كان غير قانوني ، ما دام بعض الساهرين على تطبيق القانون هم أول من يباركون الأمر ويغضون الطرف عنه! فوضى التعمير باتت السمة المميزة لأحياء السلام بأهل الغلام بسيدي مومن، تشييد «البراريك» بأسطح عمارات وسط المدينة بأحيائها الراقية هو الآخر أضحى أمرا مألوفا، تحولت معه هاته السطوح إلى «مدن» قصديرية، وبأحياء الوفاق بالحي الحسني منازل سكنية بمساحة تقدر ب 64 مترا مربعا تصاميمها تدل على أنها دور تتكون من طابقين أو ثلاثة، فصارت غالبيتها تحمل على أكتافها 4 طوابق زائد السطح، وغير بعيد عن المنطقة بسيدي الخدير يتم تفريخ البراريك في «غفلة» عن الجميع، أما بحي القدس جوار مسجد للا فاطمة الزهراء فإن الباحات/«الأقواس» الخارجية للبنايات التي تعتبر ممرات لايجب الترامي عليها أو إغلاقها، أدخلها بعض أصحاب المحلات التجارية إلى نفوذهم وباتت المساحات الفارغة المذكورة جزءا لايتجزأ من الدكاكين، فسُدّت الفراغات بالآجور، ونصبت الأبواب الحديدية ليتم إغلاق المنافذ، دون الحديث عن الترامي على رصيف المارة هو الآخر! إنها بعض مظاهر استفحال البناء العشوائي في الشارع العام وداخل الإقامات السكنية، الذي يحدث في واضحة النهار، والذي يستوجب تدخلا حازما لتطبيق المذكرات التوجيهية الصادرة في هذا الباب، إلا أن هناك أبوابا أخرى يتم طرقها/ سلكها للقفز على مضمون هذه المذكرات التي لم تعد تصلح إلا للأرشيف، أو إشهارها في وجه البعض واستثناء البعض الآخر!