علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مسؤولة بالسجن المحلي بخنيفرة أن موظفي هذه المؤسسة السجنية تمكنوا من إحباط ثلاث محاولات تهريب كميات من المخدرات إلى داخل المؤسسة المذكورة، وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، وأول هذه المحاولات قيام مجهول بإلقاء كمية من المخدرات (180 غ) من خارج أسوار السجن إلى ممر الطواف، وليس من المستبعد أن يكون زمان ومكان العملية قد جرى باتفاق مع نزيل /شخص بداخل السجن، وهي العملية التي فشلت بسبب ارتطام كمية «الحشيش الطائر» بالحائط الداخلي للمؤسسة مما حول اتجاهها إلى حيث سقطت بشكل عشوائي وانكشف أمرها، وكانت ملفوفة مع عدد من علب ورق «النيبرو» الذي يستعمل في تلفيف «الجوانات» على شكل سجائر، وفور إبلاغ إدارة السجن بالموضوع سهرت هذه الأخيرة على ما يتطلبه الأمر من إجراءات ضرورية، ولم يتوصل أحد لا لهوية المجهول الذي بعث بكمية المخدرات عبر الأثير ولا للشخص الذي كان سيستفيد منها. وبعد هذه الواقعة بأسابيع قليلة عاد السجن المحلي ليعيش من جديد على إيقاع عملية ثانية، وهذه المرة تمكن مراقبو المؤسسة السجنية من ضبط كمية من المخدرات (35 غ) بحوزة نزيل، أثناء استفادته من زيارة عائلية، وهي عبارة عن كويرات بشكل حبات زيتون كان ينوي النزيل بلعها لغاية إخفائها في معدته إلى حين يتجاوز حدود المراقبة ويختلي بنفسه في زنزانته، وكادت «البضاعة» أن تمر إلى ما وراء القضبان لولا يقظة موظفي السجن الذين فطنوا للأمر. وكم كانت المفاجأة كبيرة في وقوف المراقبين على تورط والدة السجين وراء محاولة تسريب كمية المخدرات لابنها بصورة اختلطت فيها الأمومة العمياء بالمأزق غير المتوقع. وقد جرى إيقاف الأم وإخبار السلطات المعنية التي أمرت باعتقالها وإيداعها نفس السجن الذي يوجد فيه ابنها، وهي التي قدمت لزيارة فلذة كبدها الذي رمى به القدر بهذا المكان فوجدت نفسها، بعد دقائق معدودة، امرأة معتقلة تحت سقف واحد مع ابنها في انتظار من يزورها. ولم ينته الحديث عن هذه القضية حتى استيقظ السجن المحلي، بعد أربعة أيام فقط، على خبر اكتشاف كمية من الحشيش (120غ)، و4 علب من ورق «النيبرو»، وهي محشوة بطريقة احتيالية /تمويهية في نعل بلاستيكي « مشاية»، حيث تم الإلقاء بها من خلف أسوار المؤسسة السجنية من طرف مجهول كالعادة، حيث لاحظها بعض موظفي السجن وتم إحباطها وتحرير محضر في موضوعها، قبل إشعار السلطات المعنية حيث تم فتح تحقيق في ملابسات القضية. وعلاقة بالموضوع أكدت مصادرنا أن إدارة السجن المحلي بخنيفرة تبدل كل ما بوسعها على مدار الوقت، بمعية موظفيها، من أجل مواصلة حربها المفتوحة ضد عمليات تسريب الحشيش والمخدرات و»القرقوبي» إلى داخل المؤسسة، وذلك تماشيا مع الصرامة الممنهجة من جانب المندوبية السامية للسجون التي تجتهد بقوة في سبيل حماية المؤسسات السجنية من الممنوعات المهربة، والإبقاء على هذه المؤسسات كفضاءات إصلاحية للتربية والتأهيل والإدماج وليس لإعادة إنتاج المنحرفين.