تشاء الأقدار أن يرحل عنا هذه السنة بخنيفرة المناضل بوجمعة العلمي، الذي يعرفه المناضلون بأول مناضل يتقدم للانتخابات بلون حزب القوات الشعبية، لون عريس الشهداء المهدي بنبركة، ووقتها كان من الصعب أن تجهر بانتمائك لهذا الحزب وأنت في عهد معجون بالرصاص والجمر، ولم يكن المواطن يفتح فمه، كما يقال، إلا عند طبيب الأسنان. ونحن في غمار الاستحقاقات التي كان الفقيد يتابعها بدقة كبيرة ويدلي فيها باقتراحاته ونصائحه، يجدد مناضلو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وباقي القوى الديمقراطية واليسارية، والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، وقدماء المعتقلين السياسيين، بخنيفرة، تعازيهم الحارة ومواساتهم الصادقة إلى جميع أبناء وبنات وأقارب وأصهار المناضل بوجمعة العلمي، المعروف بصموده ومبادئه، منذ التحاقه بصفوف المقاومة في مواجهة المستعمر، وتعرضه لأساليب الاعتقال والاضطهاد، وإلى انخراطه في تأسيس العمل السياسي وانضمامه إلى قافلة الحركة الاتحادية وانتخابه كاتبا محليا للاتحاد الوطني للقوات الشعبية. ولم يسلم من حملات القمع آنذاك، لتشمله اعتقالات 1973 والزج به مع رفاقه في المعتقلات السرية، وبعد الإفراج عنه ظل مناضلا صامدا في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولم تنل منه الاستفزازات والمضايقات شيئا وهو الذي حول دكانه الصغير إلى ملجأ لمناضلي الحزب وفعاليات المجتمع المدني، ويتقدم للانتخابات البرلمانية التي طبعها التزوير من طرف خصوم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولم يتراجع عن تقدمه مرة ثانية لهذه الانتخابات، وشارك في حملته الأخ محمد اليازغي، إلا أن جرائم التزوير حالت دون مرور الفقيد إلى حيث اختارته الجماهير الشعبية، ليظل مناضلا رغم ظروفه الصحية ووضعيته الاجتماعية الصعبة.