بعد أن تخلت «نيسان» عن مشروعها الإنتاجي بطنجة بدعوى الظرفية الدولية الصعبة، تأكد أن التبعات السلبية للأزمة لم تصب إلا المغرب، أما باقي المشاريع الاستثمارية لمجموعة نيسان فتنفذ الواحدة تلو الأخرى. فقد أشرف أول أمس كل من الوزير الأول الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المدير العام لرونو نيسان كارلوس غصن على تدشين وحدة صناعية بضواحي سان بيترسبورغ الذي انطلقت به الأشغال في صيف 2007، ويتوفر تقريباً على نفس مؤهلات المشروع المتخلى عنه في المغرب. إذ تصل قدرته الإنتاجية إلى 50 ألف سيارة في السنة، ومن المقرر أن يساهم هذا المشروع، الذي بلغت قيمته الاستثمارية 200 مليون دولار، في خلق 750 منصب شغل في مرحلة انطلاق الإنتاج. الوزير الأول الروسي الذي قاد النسخة الأولى من سيارة «نيسان تيانا» المصنعة في الوحدة الجديدة أعلن أن الطاقة الإنتاجية يمكن أن ترتفع إلى 500 ألف سيارة في السنة. استمرار المصنع الياباني «نيسان» في الاستثمار تجلى كذلك في التصريحات المعلن عنها بمناسبة الكشف في معرض برشلونة عن سيارة «الفان» من طرازها العالمي NU200، فقد تم التأكيد على أن تجميع هذه السيارة الموجهة للسوق الأوربية سيستمر في اليابان إلى حين بدء الإنتاج في وحدة التصنيع التابعة للشركة في برشلونة الإسبانية خلال شهر نونبر المقبل. وكانت نتائج السنة المالية للشركة المنتهية في 31 مارس 2009 قد سجلت خسارة صافية في حدود 2,32 مليار دولار، وذلك بعد أن تراجع مجموع مبيعاتها من السيارات في العالم بنسبة 9,5% مع السنة السابقة ليستقر في 3411000 سيارة،. وعلى ضوء هذه التحولات الجديدة، كان كارلوس غصن قد توقع أن تكون سنة 2009 مليئة بالتحديات، وأعلن أنها ستتميز بالتركيز على الحفاظ على السيولة وبتحسن مستوى الربيحة وبتعزيز التحالف مع رونو. كما ستتميز بإطلاق 8 طرازات جديدة منها PIXO المخصصة للسوق الأوربية و NV200 و FUGA الموجهتين لليابان وآسيا. المثير للانتباه هو أن تخلي نيسان عن التصنيع بطنجة، يتم في ظل ظرفية يطالب فيها مستوردو السيارات الآسيوية بتقليص فوارق الرسوم الجمركية مع السيارات المستوردة من أوربا. وقد كان بإمكان الإبقاء على الاستثمار في المغرب أن يعفي شركة نيسان من كافة الرسوم الجمركية، وأن يمهد لغزو الأسواق المجاورة بما فيها السوق الأوربية.