توفيت يوم 20 ماي بتونس الصحفية كريستيان داربور «Christiane Darbor» واسمها الحقيقي كريستان كورب عن سن 81 سنة . وبالنسبة للشباب الذين لم يعيشوا هذه الفترة، فإن كريستيان داربور كانت من الفرنسيين الاحرار في عهد الحماية الفرنسية للمغرب «1912-1956» والذين وقعوا رسالة 75 التي وجهت الى الرئيس الفرنسي أنذاك وكانوا يساندون فيها مطالب الحركة الوطنية ويطالبون باسترجاع المغرب لسيادته. كما ان أحد الموقعين على رسالة 75 و لوميغر ديبروي Lemaigre-Dubreuil تم اغتياله من طرف المعمرين الفرنسيين والذين كانوا يدافعون عن استمرار الأوضاع على ما كانت عليه. بعد استقلال المغرب قدمت كريستيان داربور خبرتها ومعرفتها الى اسبوعية «الاستقلال»، والتي كانت تصدر بالفرنسية باسم الحزب، مع هيئة التحرير التي كانت تضم المهدي بنبركة، محمد بوستة، عبد الرحيم بوعبيد وآخرين. 22 أكتوبر 1956 كانت كريستيان داربور على متن الطائرة التي كانت تنقل زعماء الجزائريين» منهم احمد بنبلة، الحسين ايت احمد، الخيدر ومحمد بوضياف» من الدارالبيضاء في اتجاه تونس والتي تم تحويل اتجاهها الى الجزائر من طرف الجنود الفرنسيين.وكانت في مهمة من أجل تغطية صحفية لزيارة التي كان سيقوم بها محمد الخامس الى تونس. رفاقها في هذه الرحلة التي حولت اتجاهها القوات الجوية الفرنسية بالقوة ، ما زالوا يتذكرون الطريقة الشجاعة التي واجهت بها العسكريين بعد إنزال الطائرة بالجزائر. والطريقة السيئة التي عوملت بها وطردت بقوة من طرف القوات العسكرية. بعد هذه الفترة استقرت بتونس كمراسلة لوكالة «يونايتد بريس» وبعد ذلك كمراسلة لجريدة لوموند. وتزوجت حسن عباس الذي كان أول مدير لراديو تونس بعد الاستقلال. عند افتتاح قضية بنبركة أمام القضاء الفرنسي، تنقلت بين تونس وباريس من أجل تقديم شهادتها ومن أجل تقديم الدعم والمواساة لعائلة المهدي بنبركة. بكل تأكيد، العديد من الشخصيات من المغرب ،الجزائروتونس، سيحتفظون بذكرى عن كريستيان داربور كصحفية كبيرة وشجاعة واستثنائية، والتي وضعت قلبها وقلمها في خدمة الاستقلال والحرية بالبلدان المغاربية. اليوم عدد كبير من الشخصيات المغاربية تتقاسم حزن زوجها وأسرتها. عبد الرحمان اليوسفي الكاتب الاول السابق للاتحاد الاشتراكي قدم تعازيه الى زوج وأسرة الراحلة، وقام بنفس الشيء أحد رفاق المهدي بنبركة محمد الدهبي المقيم بفرنسا. كما تقدم نائب الكاتب الاول للحزب فتح الله ولعلو، بتعازيه الى أسرة الفقيدة باسم المكتب السياسي للاتحاد.