أكد شوقي نور الدين، مدير مكافحة الأمراض والأوبئة بوزارة الصحة أنه بالرغم من الشك في بعض الحالات الممكن أن تكون مصابة بداء أنفلونزا A H1 N1 ، فالمغرب لحد الآن لا يتواجد به أي شخص مصاب بهذا النوع من الفيروس. وأضاف قائلا أن في مثل هذه الأمور لا يمكن لنا كمسؤولين أن نكذب أو نداري الحقيقة، لأننا نشتغل في إطار نظام صحي عالمي، بتنسيق من المنظمة العالمية للصحة، فإن قدر واكتشف المغرب بعض الحالات، فسوف يعلن عنها في حينها إلى الرأي العام الوطني وإلى منظمة الصحة العالمية لأمرين اثنين، أولا لنكون منسجمين مع أحد المبادئ الأساسية وهي الشفافية التي يتطلبها هذا الميدان الطبي، وثانيها هو طلب الدعم الدولي من المنظمة العالمية للصحة من أجل مكافحة الداء بشكل فعال. وأوضح شوقي نور الدين الذي كان مصحوبا بالكاتب العام لوزارة الداخلية الودغيري الحسين وسعد القباج مدير المختبرات للأبحاث والتحليلات الطبية للدرك الملكي، ومدير معهد باستور، وعريفي عبد العزيز المنسق بالنيابة للجنة المركزية لمكافحة داء انفلونزا A H1 N1 ، خلال ندوة صحفية نظمت يوم الأربعاء بالرباط بمقر الدرك الملكي من أجل اطلاع الرأي العام الوطني حول التدابير والإجراءات المتخذة من طرف الحكومة المغربية من اجل مكافحة هذا الداء، أن الحالة الوحيدة التي كانت لنا حولها شكوك كبيرة، هو طفل بالرباط دخل مع أمه من الخارج، وطلبت إجراء فحوصات عليه لكن من خلال العينات التي تم اتخاذها تبين أن الطفل سليم وليس مصابا. أما بخصوص الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها لمواجهة هذا الداء، فأبرز عريفي عبد العزيز المنسق بالنيابة «أننا نتابع الوضعية بالمغرب عن كثب ويوميا من خلال لقاءات نعقدها كلجنة مركزية للتنسيق، والتي تضم في عضويتها العديد من القطاعات الوزارية المعنية كالداخلية والصحة والتجهيز والنقل والفلاحة والمياه والغابات والاتصال والصناعة والتجارة والطاقة ولمعادن، بتنسيق مع مركز التنسيق الإقليمي الذي يترأسه العامل أو الوالي في كل اقاليم المملكة، وتمكين 7 وحدات للتدخل من كل الإمكانيات والوسائل لتقوية وتدعيم مراكز التنسيق الإقليمية لمكافحة الداء، فضلا عن تحسيس 5000 طبيب حول هذا الداء العالمي». وفي جوابه عن أسئلة الصحافة الوطنية، صرح مدير معهد باستور أن «اللقاح الخاص بهذا الداء لا يتواجد لحد الساعة بالعالم بأسره، لكن الأبحاث العلمية مسترسلة ومستمرة لتشخيص وتحديد الفيروس بشكل دقيق من أجل إنتاج اللقاح المناسب له، لكننا نحن في المغرب نتابع الوضعية وننسق مع المختبرات المغربية من اجل العمل على إمكانية إنتاج هذا اللقاح ببلادنا»، وأضاف شوقي نور الدين ان المغرب يتوفر على مختبرات طبية تنتج لقاحات وأدوية ذات قيمة وجودة عالية، ولا تعوزها لا الخبرة الميدانية ولا الكفاءة العلمية لإنتاج مثل هذه اللقاحات. وفي السياق ذاته أشار الى المغرب لحد الآن يتوفر على 7 ملايين من الأقنعة الواقية للتنفس التي تحول دون انتشار عدوى الفيروس. كما أوضح ممثل وزارة الفلاحة المسؤول عن قسم الصحة الحيوانية ان فيروس انفلونزا A H1 N1 يتكون من فيروس انفلونزا الإنسان وفيروس انفلونزا الطيور وفيروس انفلونزا الخنازير، لكن هذه المكونات الثلاثة للفيروس تشبه إلى حد ما الأنفلونزا التي تصيب الخنازير، مما جعل البعض يطلق عليه انفلونزا الخنازير. وأضاف سعد القباج أن المنظمة العالمية للصحة قد أعادت النظر في تسمية هذا الفيروس فتمت تسميته بأنفلونزا A H1 N1.