اختار علي الفاسي الفهري، الرئيس الجديد لجامعة الكرة، منح التدبير المفوض للجنة مصغرة يترأسها محمد بنصغير رئيس مجموعة الهواة، قيل إنها ستتكلف بالحسم في قضايا الاستئناف، والإشراف على الملفات الطارئة! وباختياره لهذا النهج، يكون الفهري قد أعلن ، بشكل واضح، «عدم مقدرته» على رسم الخطوة الأولى في طريق إعادة هيكلة الإطار الجامعي وفق التوجهات التي وضعها في أول كلمة يلقيها كرئيس جديد للجامعة بمناسبة انعقاد الجمع العام يوم 16 أبريل الماضي، والمتمثلة أساسا في اعتماد التدبير الاحترافي والمقاولاتي لشؤون الجامعة والمشهد الكروي. فقد اتضح أن الكلام الجميل الذي صفق له جميع من حضر أشغال الجمع العام الأخير، سقط وتبعثر بمجرد وقوف المسؤول الجديد أمام حقيقة الوضع الكروي الوطني، وصعوبة اختراق حواجز المتحكمين في دواليبه منذ عقود! الفهري الذي لم تطأ رجلاه مقر الجامعة منذ «انتخابه» رئيسا لها، وحسب مصادر مطلعة، قام بمنح تلك اللجنة المصغرة تفويضه المباشر، كمرآة فحسب، لأنه في واقع الأمر، منح نفس التفويض وبصلاحيات أقوى وأكبر، لأحد المقربين منه في نادي الفتح الرباطي، الذي يشرف حاليا على تدبير كل شؤون الجامعة بواسطة هاتفه النقال، ويعطي تعليماته للمدير الإداري عبر الاتصال اللاسلكي، في الوقت الذي لم تطأ فيه رجلاه، بدوره، مقر الجامعة! وتقول بعض المصادر، إن تسيير شؤون جامعة الكرة، يخضع حاليا، لمنهج التعليمات اللاسلكية من طرف مسؤول «شبح» يطلق «زغاريده» من مقر نادي الفتح الرباطي، ولا يجرؤ أحد على مناقشة «تعليماته»! ويتساءل بعض المهتمين حول مصير كرة القدم الوطنية، في زمن التدبير «اللاسلكي» المفوض، في الوقت الذي لايوجد مانع أمام الرئيس «المنتخب» لاختيار مجموعة من الأسماء لتحمل مسؤولية التسيير، مباشرة وبالواضح، في انتظار تشكيل مكتب جامعي شرعي وقانوني! انهمك الفهري منذ توليه منصب الرئاسة، في ملف المنتخب الوطني وخلافات لاعبيه، متناسيا أن لكرة القدم الوطنية تشعباتها الأخرى، ومشاكلها المتعددة.. والسؤال المطروح حاليا، والأندية الوطنية تعيش على إيقاع نهاية الموسم، متعبة وتعاني من كل أشكال الخصاص المالي، متى الإفراج عن الشطر الثاني من مستحقاتها من النقل التلفزي، ومن سيقوم بالتوقيع على الشيكات، والمسؤول الجديد يواصل «هجرانه» لمقر الجامعة؟! أم أن أنديتنا وكرتنا الوطنية «هزها الما.. وضربها الضو»؟