لاشك أن متتبعي الشأن الثقافي ورجال الإعلام والصحافة، قد لا حضوا الحركية والدينامية التي تعرفها المكتبة الوطنية، المتمثلة في استقبال العديد من الأنشطة الثقافية، واللقاءات الخاصة بهيئات المجتمع المدني المتنوعة، فضلا عن الزيارات اليومية للعديد من الطلبة والباحثين لأروقتها المختلفة قصد الاستفادة من المراجع والكتب التي تحتوي عليها، ولقد شبهها عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ب"مكة" التي يقبل عليها جميع المثقفين المغاربة والأجانب في الآونة الأخيرة. وتعزيزا لهذه الدينامية والحركية الثقافية، والتي تدخل في إطار مهامها واختصاصاتها، أقدمت المكتبة الوطنية بمعية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على توقيع اتفاقية تعاون، وذلك يوم الجمعة الماضي من اجل الاهتمام بالثقافة الأمازيغية، والتعاون في تكوين الموارد البشرية، وتبادل المعطيات في مجال الثراث الأمازيغي، والمصاحبة في مجال المعلوميات. ولتحقيق هذا التعاون سيتم إحداث ثلاثة لجن مشتركة مابين المعهد والمكتبة الوطنية، اللجنة الاولى ستتكلف بالثراث الأمازيغي المكتوب على الورق، واللجنة الثانية ستعكف على رقمنة المخطوط الأمازيغي، بينما ستعمل اللجنة الثالثة على الاهتمام بالأنشطة الثقافية وتبادل المعطيات. وفي تصريح للجريدة، قال إدريس خروز مدير المكتبة الوطنية، أننا نهدف بموجب هذه الاتفاقية ان نستفيد من خبرة المعهد والباحثين الذي يتوفر عليهم، لاغناء الرصيد الوثائقي المغربي خاصة المتعلق بالمخطوط، الذي يهم تاريخ المغرب، وتاريخ قبائله، حيث للمعهد عدة باحثين لهم دراية كبيرة بالمراجع التي تهم الثراث المغربي و الأمازيغي بصفة خاصة سواء كانت هذه المراجع والكتب داخل او خارج المغرب من اجل اقتناءها. ومن جهته قال عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» على أن المعهد راكم تجربة في مجال الدراسات حول الثقافة الأمازيغية والتنشيط الثقافي من قبل عدة باحثين في تخصصات متعددة كالآداب، الترجمة التعليم، الإعلام، التاريخ، البيئة، الفنون ومجالات اللغة وبامكان هؤلاء أن يساهموا في الأنشطة المختلفة للمكتبة، ويعطوا قيمة مضافة في هذا الإطار، كما نروم من هذه الاتفاقية، استفادة الثقافة الأمازيغية، كرافد من الروافد المكونة للثقافة المغربية المتنوعة، الحضور المتميز في فضاءات هذه المكتبة الوطنية التي أصبحت تشكل قبلة تلاقح وتلاقي للمثقفين المغاربة. ويذكر على أن طاقم الموارد البشرية للمكتبة الوطنية التي يديرها إدريس خروج، يتكون من 150 فردا، 60 في المائة منها عبارة عن اطر ويسهر على مصلحة التنشيط الثقافي والنشر إبراهيم اغلان.