تظاهر أول أمس الاثنين 27 ابريل الجاري، سكان حي الحاج إدريس التابع لمقاطعة المرينيين، حيث خرج ما يزيد عن 300 محتج من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، للتنديد بالاوراش التي فتحتها بلدية فاس والتي همت ترصيف الأزقة وتعبيد الطرق وربط 16 سكنا بشبكة الماء الصالح للشرب، وما رافقها من عمليات إنزال مفاجئة لآليات جد متطورة ومواد البناء والتزيين التي يتم وضعها بسخاء كبير، والتي سرعان ما غادرها هدير المحركات وتوقف بها كل شيء، مما أثار غضب سكان الحي الذي تحول فضاؤه الى حفر متناثرة هنا وهناك. وقد ملأته أحزمة الأتربة والأحجار، حتى أن عملية السير وتنقل الأشخاص أضحت مستحيلة لكثرة هذه الحواجز وخصوصا بالليل. هذا وقد أفادت مصادر مقربة من المتظاهرين أن رئيس مقاطعة المرينيين سارع إلى الاتصال بمصالح السلطة المحلية التي أعلنت حالة استفار في صفوف مسؤوليها لكبح جماح المتظاهرين الذين أرادوا تحويل الوقفة الاحتجاجية بواد فاس إلى مسيرة شعبية، تتجه نحو مقر ولاية الجهة، حيث كان المسؤولون يتخوفون من انخراط سكان جميع أحياء المقاطعة و المقاطعات الأخرى التي يعاني سكانها من ذات الواقع المر في هذا التحرك الاحتجاجي الجماهيري، ذلك أن فرقا من أفراد التدخل السريع والقوات المساعدة تحركت على الفور إلى مكان الاحتجاج وقامت بمحاصرة المتظاهرين الذين اكتفوا بترديد الشعارات المعبرة عن تذمرهم وسخطهم على مشاريع اللحظة الأخيرة، والتي لم تكن سوى تخريجة من تخريجات الوعود الانتخابية الناشطة بكثافة خلال هذه الأيام والتي تذهب مع مهب الرياح الانتخابية العاتية بدون أن تقوى على ملامسة أية رؤية للتدبير والتنمية ومستقبل أحياء هذه المدينة التي حولها سماسرة الانتخابات إلى حلبة مصارعة لما يُعتبر ترتيبات سياسية للتغلغل الانتخابي، إذ لا يزال الحبل على الجرار بمدينة فاس لإنجاز مشاريع مغشوشة يتم تقديمها إلى المواطن على طبق الاستحقاقات الجماعية المقبلة.