يعيش المركز الجهوي للاستثمار بفاس حالة جد سلبية نظرا للنقص الحاد في المعلومة، فزيارة سريعة للمركز توحي بأن المكان خال من الموظفين باستثناء الكتابة الخاصة للمدير بالنيابة، ومصلحة منح شهادة السلبية، والباقي غائب تماما، وعند بحثنا عن أجوبة حول دوافع الغياب، أجابنا مصدر من داخل المركز بأن الموظفين يخصصون الصباح لقضاء الأغراض المرتبطة بالإدارة، أما المساء فيخصص لاستقبال الوافدين على المركز، لكن الملاحظ أن شح المعلومة والتي يرغب فيها الزائر هو السائد هناك، فمثلا عند الاستفسار عن عدم احترام المركز للمدة الزمنية لإنشاء المقاولة المحدد سلفا في 48 ساعة، أجابنا مسؤول من داخل المركز بأن شعار 48 ساعة لخلق المقاولة هو مزحة! أما المركز فهو إدارة مثل الإداراة العمومية، أمام هذا الجواب الصادم، لا يسعنا إلا أن نأسف لحال هذه المؤسسة التي من المفروض فيها أن تكون قدوة للإدارات الأخرى، هذه الحالة التي وصلت إلى أعلى مستوياتها، خاصة بعد الوفاة المؤلمة لمديره السابق، إثر حادثة سير، فالعديد من المستثمرين أصبحوا يستغنون عن خدمات المركز بفعل بطء معالجة الملفات التي قد تصل إلى 480 ساعة عوض 48 ساعة بالنسبة إلى إنشاء المقاولة! وقد تصل إلى العجز في حل المشاكل الإدارية في العديد من الملفات، إنها حالة شاذة يعيشها المركز، تستدعي التدخل العاجل من خلال تعيين مدير جديد للمركز عوض الفراغ الذي تركه الفقيد، وتعيين أطر كفأة قادرة على التجاوب الحقيقي مع طموحات المستثمرين.