بعد مختلي الرباط، الأول الذي حصد ثلاث أرواح وزرع الكثير من الجراح، والثاني الذي قتل جارته، وبعد مختلي تطوان ومراكش، ها هو مختل عقلي آخر بصفرو ينزل بحجر على رأس والدته ويقتلها. هكذا يكاد لا يخلو أسبوع من جريمة قتل أو أكثر تطالعنا بها الصحف الوطنية، اقترفها مرضى عقليون ونفسيون، ممن باتوا يزرعون الرعب في الشوارع المغربية. والحقيقة أن من يتأمل الشوارع المغربية والعابرين بهذه الشوارع، يكاد يجزم أن أغلب المارين مرضى نفسيون أو عقليون، إذ يكفي أن تنظر إلى وجوه الناس وسحناتهم وإلى شفاههم وهم يحدثون أنفسهم أو يحركون أيديهم، لتكتشف أن شوارعنا ممتلئة بالمرضى من هذا النوع. فمن أين يجيء كل هؤلاء المرضى، ومن يصنع كل هؤلاء المرضى، ومن يستعير نفسيات وعقول وأسماء هؤلاء، كي يقترف بها كل هذه الجرائم. من المؤكد أن ثمة من يقف خلف هذه الجرائم، لأنه لا الحبوب المهلوسة ولا الحبوب المهدئة، ولا قيم وتربية التراب المغربي، يمكن للمرء أن يجد فيها مبررات كل هؤلاء المرضى، وبكل هذه الجرائم التي لا تميز بين بعيد أو قريب، ولا بين ابن أو أب أو أم أو أخ.