في أواخر الستينيات من القرن الماضي، أقامت السلطات الاستعمارية الاسبانية بحي خرسيتو، الحي المحمدي حاليا نفوذ المقاطعة الحضرية الثالثة، مجموعة من البيوت المصنوعة من صفائح التبن والمعروفة محليا بابراريك التبن محدودة الصلاحية في خمس سنوات، حيث ما زالت منها 38 براكة تسكنها حوالي 45 أسرة في ظروف جد مزرية، تنعدم فيها الحياة الكريمة لكونها متلاشية وقابلة للانهيار أو الحريق في أية لحظة ، خاصة خلال تهاطل الأمطار بسبب التبلل والكسر وتلاشي الأسلاك الكهربائية، وفي الحر نتيجة الدفء المفرط وانبعاث الروائح الكريهة التي تسببت لقاطني الأكواخ في عدة أمراض تنفسية كالحساسية والربو ، ناهيك عن مجموعة من المشاكل الأخرى . وقد سبق للجهات المسؤولة أن عاينت عن قرب عدة مرات اندلاع الحرائق في بعض البيوت، أدت الى تحويلها الى رماد. وللاشارة ، فقد سبق لسكان هذه البراريك الذين تحملوا كثيرا على مدى أربعين سنة أن وجهوا عدة شكايات للجهات المعنية لكن بدون جدوى مع العلم أن كل الأحياء الصفيحية بالعيون كحي سيدي بويا (حي البوركو مخيمات الوحدة مخيم الزماك) قد تم القضاء عليها نهائيا واستفاد أصحابها من مساكن ملائمة أو من قطع أرضية مجهزة. وفي انتظار دور هذه الشريحة المعوزة من المجتمع، سيبقون في لائحة الانتظار بين الأخطار السالفة الذكر، وبين وبين خطر محطة البنزين التي لاتبعد عن أكواخهم الا ببضعة أمتار.