الزلزال الذي ضرب إيطاليا، صباح أول أمس الاثنين، وخلف ضحايا بالآلاف مابين قتيل وجريح، كان له وقع الفاجعة على مئات العائلات المغربية التي مازالت تضع أياديها على قلوبها خوفا من أن يكون الزلزال قد نال من فلذات أكبادها الذين يقطنون بإيطاليا، حيث بدأت هذه العائلات تكثف - حسب ما انتهى إلى علمنا- الاتصال بالقنصليات الإيطالية بحثا عما يطمئن القلب. ويقدر عدد المغاربة المقيمين بإيطاليا- حسب جهات جمعوية بإيطاليا- بحوالي 250 ألف نسمة، مابين مجنسين وحاصلين على وثائق الإقامة ومهاجرين سريين. ويتوزع هؤلاء على أهم المدن الإيطالية، وخاصة تلك التي تعرف حضورا إسلاميا قويا وأكبر تجمع للتنظيمات الإسلامية المهيكلة، إذ يناهز عدد المسلمين بإيطاليا المليون نسمة، منهم 5 بالمئة من أصول إيطالية. وقال مسؤول بكونفدرالية المغاربة بإيطاليا إن الهواتف لم تتوقف عن الرنين طيلة اليومين الماضيين من المغرب في اتجاه إيطاليا، ومن إيطاليا في اتجاه المغرب، لطمأنة الأهل، خاصة أن آلاف الضحايا مازالوا تحت الأنقاض، ولم تعلن السلطات الإيطالية عن هوياتهم بسبب اهتمامها في الوقت الراهن بانتشال الضحايا. وقال الفاعل الجمعوي المغربي إنه لا يستبعد وقوع قتلى في صفوف المغاربة، خاصة أن الزلزال دمر، فضلا عن بلدات بكاملها تمتد مساكنها غير المرممة على مساحة واسعة، مجموعة من الكنائس القديمة (المبنية على طراز الرومانيسك المعماري) التي كان يستغلها بعض المهاجرين السريين كملاذ. وأضاف الجمعوي أن «لاكويلا»، وهي المدينة الجبلية التي شهدت مصرع أغلبية القتلى، ليست مقصدا مفضلا للمغاربة، حيث لا يتعدى عدد قاطنيها حوالي 68 ألف نسمة، لكنها لا تبعد عن روما إلا بحوالي 100 كلم، وهو ما يرجح لجوء بعض المغاربة إليها أو إلى القرى القريبة منها. ورجح عضو كونفدرالية المغاربة بإيطاليا أن تعلن السلطات الإيطالية عن ارتفاع عدد القتلى في هذا الزلزال، لأن أضرارا جسيمة لحقت بمجموعة من المباني التي تحولت إلى ركام، علما بأن عددًا من الجثث مازالت محاصرة تحت الأنقاض، وتنتظر من ينتشلها. وحسب ما أفاد به رئيس جمعية الصداقة المغربية الإيطالية، فقد نفى أن يكون من بين الجرحى مغاربة مادامت سجلات المستشفيات الميدانية التي أقيمت لإسعاف المصابين لم تفصح عن أي اسم مغربي. كما لم يسجل أي مغربي من بين قاطني الخيام التي قامت بنصبها السلطات الإيطالية لإيواء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منازلهم. وأوضحت وزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في اتصال ل «الاتحاد الاشتراكي» معها، أنها منكبة على متابعة تطورات الزلزال بكل تفاصيلها عبر الاتصال بالقنصليات المغربية بإيطاليا. وقالت إنها حتى الآن لم تتوصل بأي خبر يفيد وقوع ضحايا في صفوف المغاربة، لكنها تتابع عن كثب، وعلى مدار الساعة، ما تدلي به بعض الجمعيات النشيطة في صفوف الجالية المغربية بإيطاليا، كما أنها على اتصال بالسفارة المغربية بروما التي لا تتوفر هي الأخرى على أي معلومات عن سقوط مغاربة ضحايا الزلزال العنيف الذي عرفته إيطاليا. نشير إلى أن عالم الزلازل الإيطالي، جياتشينو جيولياني، كان قد تنبأ قبل أسابيع بوقوع هذه الهزة، إذ جابت حافلات صغيرة مزودة بمكبرات صوت البلدة وقالت للأهالي إن عليهم إخلاء منازلهم، مما جر عليه غضب رئيس البلدية الذي أصدر بلاغا ضده، وأجبرته الحكومة على محو النتائج التي تنبأ بها من شبكة الإنترنت.