للحيوانات حظوظ تماما كالبشر، كلاب وقطط تحظى بخدمة «خمسة نجوم»، شرائح لحم طرية مطهية حسب توصيات الطبيب، علاج وتطبيب في مصحات خاصة، شامبوهات ومساكن خاصة وفق تصاميم حديثة تضمن لهاته الحيوانات العيش في راحة ودون قلق أو توتر. نحن لا نتحدث عن حيوانات أمريكا أو فرنسا او بريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الأوربية والعالمية المعروفة بعنايتها بالحيوانات، الحديث هنا عن حيوانات المغرب التي واكبت تطور رفاهية الحيوانات بباقي الدول العالمية الرائدة في هذا المجال. في جلسة خاصة مع أحد «العاشقين» للكلاب تحدث كثيرا عن كيف تمكن من جلب كلبه الأنيق مرفوقا ب«الموني» أو طريقة الإستعمال، وكذا كل توصيات مستلزماته من اكسسوارات وتغذية وتطبيب، وغيرها من تفاصيل حياته الدقيقة، بعملية حساب بسيطة اتضح ان الكلب كلف رجل الاعمال هذا ثمن شقة في عمارة سكنية بمدينة من حجم الدار البيضاء! شيء لافت أن يكون بين المغاربة من ينفق الى هذا الحد على حيوانه المفضل، فهذا من شأنه أن يرفع من مستوى قيمة «المغرب الحيواني». لكن من بين المغاربة أيضا أناس ينفقون على قططهم وكلابهم بدون حساب نظرا للألفة التي تنشأ بينهم، وليس بالضرورة أن يكونوا أغنياء، مؤخرا التقيت سيدة تشتغل موظفة، أسرت لي بأنها سعيدة جدا لشفاء قطتها التي أصيبت بمغص رقدت على إثره في «مصحة خاصة» لمدة أسبوعية تحت المراقبة البيطرية للطبيب المكلف، كما تحدثت عن إجرائها لعملية في الرحم كي لا تلد مجددا من جهة، وكي تحافظ على رشاقتها من جهة أخرى، السيدة صاحبة القطة ترى أنه الآن لم يعد لديها فرق بين هذه القطة وبين أحد أفراد عائلتها، حيث تبذل المستحيل لإسعادها وتوفير كل ما تحتاجه ولو اقتضى الأمر حرمان نفسها من حاجياتها الخاصة إذا ما أزفت ضائقة مادية، لكنها لن تتخلى عن توفير حاجيات قطتها! وبالرغم من هذا التطور في التعامل مع الحيوانات لاتزال حيوانات وطيور أخرى تنتهك حريتها، وتتعرض للتعذيب والاهمال ، بل إن بعضها قد يموت جوعا أو عطشا، وبما أن التشرد أنواع فإن الحيوانات المشردة واقع يفرض نفسه بالمغرب، وبين الحيوانات المنزلية التي تلقى رعاية خاصة، وبين الحيوانات المتشردة التي تبدو متسخة وهزيلة، فإن هناك نوعا آخر يعتمد على إجادة التسلق ليعيش «أفضل» من متشرد وأكثر حرية من المنزلي. ونعني هنا القطط التي تتخذ من الأعمدة ملاذا لها من مطاردات الكلاب الضالة، ومصدرا يمكن من تدبر «لقمة عيش»!!