اعتقلت مصالح الأمن بوزان ثمانية أشخاص يوم الجمعة الماضي على خلفية ما أصبح يعرف بالدعاية للمذهب الشيعي. وحسب مصادر من عين المكان، فإن هذه العملية التي خلفت استياء واحتجاجا عميقين في صفوف المنظمات المدنية، قادها كوميسير في جهاز DST . وتضيف مصادرنا أن الاعتقالات واقتحام المنازل وحجز بعض الكتب، تم بدون إذن النيابة العامة. وأكدت مصادرنا أن هذه الاعتقالات التي وصفتها مصادرنا بالعشوائية ، والتي أثارت تساؤلات عدة في صفوف الشارع الوزاني، طالت مدير إحدى الوكالات البنكية بالاضافة الى أشخاص آخرين لا علاقة لهم بأي نشاط سياسي أو مدني. كما تم اعتقال الاتحادي أحمد الشريكي، وهو رجل تعليم أحيل على التقاعد منذ 5 سنوات وكان مسؤولا بجماعة سيدي رضوان، ومعروف بنزاهته واستقامته وانتمائه السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث دام الاعتقال والاستجواب 12 ساعة، انطلاقا من العاشرة صباحا الى العاشرة ليلا من يوم الجمعة الماضية. هذه الاعتقالات تضيف مصادرنا تمت بشكل تم فيه استعراض العضلات من طرف المسؤول بجهاز DST، الذي حل منذ سنة تقريبا بوزان، وغير مطلع على الحياة السياسية والمدنية بهذه المدينة. نفس المصادر أكدت لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن المصالح الامنية أخلت سبيل هؤلاء الثمانية، بعدما أثارت هذه الاعتقالات ردود فعل قوية من طرف جميع المكونات السياسية والحقوقية وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي وحزب اليسار الاشتراكي الموحد والجمعية المغربية لحقوق الانسان، التي احتج ممثلوها ضد المصالح الامنية، ليتم إخلاء سبيلهم ليلة نفس اليوم.نفس المصادر أكدت أن من بين الذين تم توقيفهم هناك بائع لمواد البناء وبائع متجول، بالاضافة الى مثقفين اثنين معروفين بكتاباتهما بإحدى المجلات في مجال الشأن الديني. وعلاقة بذات الموضوع، اقتحمت عناصر الامن بأمر من كوميسير بجهاز DST منزل مدير إحدى الوكالات البنكية في الساعة السابعة صباحا من يوم السبت الماضي، بعدما طالب عناصر الامن بإذن النيابة العامة، حيث قامت بتفتيش منزله. لكن من بين الطرائف التي حدثت اثناء هذه التوقيفات، السؤال الذي طرحه أحد المسؤولين الامنيين على أحد الموقوفين بخصوص اسم المفكر التونسي هشام اجعيط، حيث أكد هذا الموقوف أن هذا الاسم يقطن بحي «الرويضة» بوزان!، وهو ما يؤكد أن أغلبية المستجوبين لا علاقة لهم بهذه التهمة الموجهة إليهم. وبمدينة العرائش أفاد مراسلنا أن مصالح الأمن اعتقلت في نفس اليوم ثلاثة أشخاص معروفين بأنشطتهم السياسية والفنية بتهمة نشر التشيع بالمدينة. وقد استغرقت مدة الاعتقال عدة ساعات من الثالثة بعد الزوال إلى منتصف ليلة الجمعة، ويتعلق الأمر ب (م.م) موظف بأحد مصارف المدينة و(ي.ن) فنان موسيقي و(س.م) مستخدم بالميناء . وقد وجهت لهم حسب مراسلنا ، مصطفى الرواص، تهم حول الدعاية للمذهب الشيعي، وبالمقابل نفوا هذه التهمة جملة وتفصيلا، خصوصا وأنهم معروفون خاصة (م.س) الذي ينتمي إلى حزب اليسار الاشتراكي الموحد، و(ي.م) العازف على آلة الغيثارة ومعروف بشخصيته الفكاهية الساخرة. وقد توجهت الجمعيات الحقوقية إلى مصالح الأمن باستفسار حول هذه الاعتقالات، مطالبة بإطلاق سراحهم، وهو ما حصل بالفعل في منتصف ليلة الجمعة الماضية. وبمدينة الصويرة، أكد بلاغ للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نبأ اعتقال عضو من الجمعية واستدعاء مواطن آخر مساء الجمعة الماضية، حيث تم التحقيق مع الإثنين بحضور عناصر من مختلف الأجهزة الأمنية، كما تم تفتيش منزليهما على خلفية الانتماء المذهبي والعقائدي. ودام التحقيق، حسب الجمعية، ثماني ساعات، حيث فتشت الكتب وتم التقاط صور لمحتوياتها.