تحتفل الاوساط الثقافية الفرنسية حاليا بذكرى مرور 70 عاما على وفاة عالم النفس النمساوي الشهير سيجموند فرويد، وتصدر له بهذه المناسبة باللغة الفرنسية الرسائل التي تبادلها مع تلميذه وصديقه ماكس يتنجون الذي تقابل معه في عام 1907 في الفترة من عام 1906 حتى 1939. وتبلغ عدد الرسائل المتبادلة بين فرويد وماكس حوالي 821 رسالة تلقي الضوء على تاريخ التحليل النفسي الالماني منذ ذروته في عام 1920 و1930 وحتى انهياره على يد النازية في عشر السنوات التالية. كما تكشف عن العلاقة بين فرويد وتلميذه الذي جاء من الشرق من بيلوروسيا وولد في عام 1881 وكان لديه مفهوم واضح عن السياسة التي قادها ضد هتلر والنازية ويرجع اليه الفضل في اقامة معهد اعداد علماء النفس في برلين في عام 1921 والذي كان بمثابة مثل أعلى للمراكز في العالم اجمع وقد كرمه "فرويد" على هذا العمل في مجال تحليل النفس بأن اعطاه خاتما ذهبيا مخصصا للخبراء في هذا المجال. كان فرويد تلميذا متفوقا دائما احتل المرتبة الاولى في صفه عند التخرج ولم يكن مسموحا لاخوانه واخواته أن يدرسوا الألات الموسيقية في البيت لان هذا كان يزعج فرويد ويعوقه عن التركيز في دراساته والتحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره ولكنه مكث بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق عادة اربع سنوات ويرجع ذلك إلى متابعته وانشغاله بكثير منالاهتمامات خارج مجال الطب ولم يكن فرويد مهتما في الحقيقة بأن يصبح طبيبا ولكنه رأى ان دراسة الطب هي الطريق إلى الانغماس في البحث العلمي. وكان أمل فرويد أن يصبح عالما في التشريح ونشر عددا من الأوراق العلمية في هذا المجال وسرعان ما أدرك ان التقدم في مدارج العلم ومراتبة سيكون بطيئا بحكم انتمائه الرقهي وادراكه هذا فضلا عن حاجته إلى المال دفعاه إلى الممارسة الاكلينيكية الخاصة كمتخصص في الأعصاب عام 1881م.