يبدو أن وزارة الصناعة التقليدية قلقة من الغزو الصيني لمجال الشربيل المغربي التقليدي، الذي بات يُقلد في الصين ليلج السوق المغربية بثمن بخس يكاد لا يصدقه مسؤولو الوزارة المعنية، إذ كما أوردت الزميلة «المغربية»، فإن كلفة صنعه لا تتعدى 0,60 سنتيما، وبعد أداء الجمارك تصبح الكلفة درهما ونصف الدرهم ليباع بحوالي 30 درهما في السوق المغربية. والمؤكد أن الشربيل والبلغة المغربيين التقلدييين، المقلدان صينيا، هما الخطوة الأولى على طريق «استنساخ» مجموعة من المنتوجات التقليدية المغربية كالقفطان والجلباب ولم لا الطربوش والبرنس والسروال قندريسة، وغيرها من منتوجاتنا الأصيلة. لكن مع ذلك، يبقى قلق وزارة الصناعة التقليدية في غير محله، لأنه شتان بين الأصل والنسخة أولا، وثانيا لأن المستهلك المغربي يعرف جيدا المنتوجات الصينية، ويميز بين الجيد والمغشوش منها، ولن تنطلي عليه حيل التشابه، وإن تشابهت عليه الشرابيل، فالمغربي الذي يحفظ عن ظهر قلب المثل القديم القائل: «عَنْدْ رَخْصُو.. تْخَلِّي نَصٍّو» لن يغريه النظر إلى أرنبة أنفه، وإنما إلى خطوات بعيدة النظر، لشربيل طويل العمر!