صدر عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء مؤلف جديد لبوعزة ساهل بعنوان «فيتاغورس بين اللاهوت وسمو الرياضيات» ، يقول في مقدمته: «بحكم علاقتي بمادة الرياضيات أعرف أن فيتاغورس رياضي وله نظرية حول علاقة أطوال إضلاع المثلث القائم اليونانية اكتشفت أن هذا الرياضي لاهوتي ومتصوف بالدرجة الأولي. فطرحت سؤالا: كيف يفكر هذا الرياضي؟ هذا اللاهوتي؟ كيف ينتج معرفة رياضية ومعرفة لاهوتية (عرفانية) في أن واحد؟ أية علاقة بين المعرفتين؟ هل يمكن المزج بين معرفة تعتمد علي الحدس الرياضي وأخرى تعتمد علي الحدس الصوفي؟ إي المزج بين نظرية العقل وونظرية الوجدان معا؟ وقد سبق أن حاولت الوقوف علي العلاقة بين الحدسين، و نشرت مقالة مطولة في لموضوع في ثلاثة حلقات في إحدى الجرائد الوطنية، وبعد قراءة المقالة وتداولها ولأهمية الإشكالية التي تحاول معالجتها اتضح أنه يمكن التوسيع في الموضوع (موضوع الفكر الفيتاغوري). ومن هنا قررت أن اقرأ ما له علاقة بفكر فيتاغورس: نشكونياته ورياضياته والبحث عن المبادئ والأصول التي بنى عليها فلسفته في تفسيره للعالم تفسيرا رياضيا. تلك المبادئ والأوصل التي اكتشفها في ساموس بجزر أيونيا وأثناء رحلاته الى كل من مصر وبابل، بل الوقوف علي تأثير فيتاغورس في صاحب نظرية عالم المثل. والوقوف كذلك على تأسيسه لأول جمعية سرية بمدينة اقروطونيا بجنوب ايطاليا وعلى اضطهاد الجماعات الفيتاغورية الوثنية التي كانت منتشرة بالاسكندرية وعلي سواحل البحر الأبيض المتوسط من طرف النصارى المسيحيين. يطرح الباحث أسئلة أهمها: كيف تسرب الفكر الفيتاغوري (الغنوصي) الى الثقافة العربية الإسلامية من رياضيات وإلهيات؟ وكيف أثر ف يتاغورس في الفكر الغربي القديم والحديث؟ تلك هي أهم الأسئلة التي حاول معالجتها الأستاذ ساهل. ويشتمل الكتاب علي مقدمة وستة فصول وخاتمة بالاضافة الي ملحقين: الملحق الأول يتناول موضوع مصرع هيباتيا الفيتاغورية - الرياضية من الطرف النصارى (القرن الخامس للميلاد). والملحق الثاني يتناول المحاولات المتكررة لاستخراج جذر المربع 2 من طرف إتباع فيتاغورس وهل توفقوا؟..