خاض قطاع كتابة الضبط بمحاكم الدارالبيضاء الكبرى - مثل غيرهم من موظفي القطاعات العمومية - الاضراب الوطني الذي دعت إليه بعض المركزيات النقابية يوم الثلاثاء 10 فبراير الجاري، حيث يمكن القول إن حركة المحاكم قد شلت بصفة شبه نهائية، إذ لأول مرة تغلق حتى الصناديق. وكالعادة، فإن من تحمّل خدمة المحامين وغيرهم من المتقاضين وذويهم الذين التحقوا بالمحاكم لقضاء أغراضهم هم المؤقتون الدائمون! احتجاج المتطوعين احتج علي شخصيا ومباشرة بعض العاملين بمحاكم الولاية لكوني لم أشر ولو مرة إلى دورهم ومجهوداتهم ، ويتعلق الأمر بفئة المتطوعين منذ سنوات ولم تتم تسوية وضعيتهم رغم الخدمات التي يؤدونها طيلة الاوقات والتي تظهر بشكل جلي أيام الاضرابات. المتطوعون لمدة تفوق عشر سنوات أصبحوا مؤهلين ، بحكم ممارساتهم اليومية لعملهم ولكفاءاتهم، لأن يدمجوا ضمن أسلاك وزارة العدل تشجيعا لهم على العطاء أكثر. أفهمتهم أنني لم أكن على علم سوى بوجود المؤقتين وليس المتطوعين، فهل تجهلهم الوزارة كذلك؟ من يعرقل القضاء؟ أصبح شبه عادٍ كل أربعاء عند انعقاد جلسة غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بالألفة الحي الحسني أن تجد هيئة المحكمة برئاسة الأستاذ طلفي لحسن نفسها مضطرة إلى تأخير حوالي عشرة ملفات لكون المتهمين المتابعين ضمنها لم يتم استقدامهم من السجن!؟ هذا التأخير يجعل الملفات تتراكم في الجلسات ليصبح معدل الواحدة منها حوالي خمسين (50) ملفا بالجلسة، مما يرهق أعضاء الهيئة. بعض المحامين هم كذلك مستاؤون من تكرار عملية عدم الاستقدام، كما أن هناك من العائلات من ليست لها الامكانيات المالية للتنقل مرات متعددة . معاناة الأعوان تستمر معاناة الأعوان بمحكمة الاستئناف الألفة مع وجود «دروج» مؤدية إلى قاعات الجلسات، مما يجعل الأعوان ، أمام كثرة الملفات ، مضطرين لحملها في «عربة» تدفع من طرف عون واحد حتى الوصول إلى «الدروج»، وهناك لابد من أربعة أعوان لحملها. لقد علمنا أن أحد الأعوان قد سبق وأن أصيب بتمزق عضلي جراء عملية الحمل «للكروسة». فهل يريد المسؤولون أن يصاب آخرون؟ للإشارة، فإن عجلة إحدى العربات معطوبة مما يزيد في معاناة من يحملها أو يدفعها! «العون اللي ديما خدام» غريب أمر أحد الأعوان بمحكمة الاستئناف الألفة فإنه دائما متواجد منذ الساعات الأولى لفتح باب المحكمة حتى إغلاقها، بل أكثر من ذلك، فهو يقوم بكل شيء، ابتداء من حمل الملفات للنيابة أو لقضاة التحقيق أو للجلسات، حتى وإن كان يظهر أن له بعض «السلطة» على غيره من الأعوان، إذ سجلنا أنه يأمر بعضهم ببعض الأعمال، ومع ذلك فإنه يشتغل أكثر من غيره . تظهر خدماته بشكل أجل عند مرض أحد الاعوان أوعطلته أوعند الإضراب. يكون حاضرا حتى خلال تنظيم بعض الندوات والحفلات خارج أوقات وأيام العمل. هيئة تحترم الوقت الملاحظة التي نسجلها باستمرار ، كما حدث يوم الأربعاء خلال انعقاد الجلسة بالقاعة 5 بمحكمة الاستئناف - بالألفة - أن الهيئة التي تنظر في الملفات المدرجة بها تلتزم بالوقت المحدد لها.