شكل انعقاد دورة الحساب الاداري الأخيرة لمقاطعة الفداء «فرصة» لرئيس المقاطعة والمكتب المسير، من أجل الركوب على صهوة «التضليل» ومحاولة القفز إلى الأمام والانفلات من عثرات الواقع الذي تعيش على إيقاعه المقاطعة وأحياؤها، بهدف عدم الالتفات إلى التراكمات السلبية التي بصمت ولاية المجلس الحالية، وذلك عبر توزيع «دليل» صادر عن مصلحة سُمّيت «الاعلام والتواصل والبرمجة» والتي لا يظهر لها أي منتوج أو مجهود إلا من خلال التقرير السنوي غداة كل دورة للحساب الاداري باعتراف التقرير نفسه، والذي قيل إنه يتضمن مختلف «منجزات» و« أنشطة» مقاطعة الفداء لسنة 2008! التقرير الذي لم يلتفت إليه أي مستشار من المستشارين الذين حضروا الدورة في «مهمة» للتصويت على الحساب الاداري ولم يناقش مضامينه أحد، بل لم يثر انتباه أيٍّ كان، رغم كونه جاء حافلا ب«المغالطات» وفي مقدمتها تبني مشاريع تنتظر البرمجة للفترة ما بين 2008 و 2010 بشراكة مع مجلس المدينة، مجلس الجهة ومجلس العمالة، لم تقتصر على الفداء فحسب، بل تمت كذلك مناقشتها في دورة مجلس مقاطعة مرس السلطان مؤخرا، ليتم تبنيها و«سردها» وإدراجها في «التقرير» باعتبارها إنجازات يستحق مجلس الفداء التنويه عليها! «التضليل» سيستمر عبر البرنامج المرتقب الذي يهدف وفق التقرير إلى التحسيس والتواصل في سياق الإعداد للاستحقاقات الانتخابية الجماعية القادمة، عبر تنظيم « ندوات ومحاضرات، الأبواب المفتوحة، نصب خيمة بساحة السراغنة...» وهي بأجملها أمور لايمكن أن تندرج إلا في سياق القيام بحملة انتخابية قبل أوانها «لامحل لها من الإعراب»! يروم من خلالها رئيس المقاطعة ومن معه، استغلال أموال الدولة وممتلكاتها وتسخيرها لقضاء مآرب وأغراض خاصة وذاتية، الأمر الذي يضع السلطة المحلية أمام مسؤوليتها في تسمية الأشياء بمسمياتها حفاظا على النزاهة والشفافية! «التعويم» الذي جاء به التقرير سيطال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بميزانياتها وبرامجها التي لا تسلم هي الأخرى من بعض الملاحظات، والتي تبنتها المقاطعة ضمن «فتوحاتها»! ولن يسلم منه مهرجان زواج في نسخته الأولى رغم أنه مشروع وبرنامج تقدمت به السلطة الوصية، واستمرت محاولة قرصنة مبادرات العمالة عندما سيتطرق التقرير إلى حملة تنظيم الباعة الجائلين وتحرير الملك العمومي، كما سيشمل مسلسل القفز على الحقائق ملعب الفداء الذي هيّأه بالعشب الاصطناعي مجلس عمالة الدارالبيضاء مع مؤسسة محمد السادس للتضامن، من خلال التطرق للاصلاحات التي شهدها، وتبنيها في سياق سياسة رياضية/ تنموية لمجلس مقاطعة الفداء، والاستشهاد في ذلك بحصة تدريبية للمنتخب الوطني في كرة القدم وتدشينه من طرف جلالة الملك محمد السادس!