يتوجب على العاملين في قطاع الصيدلة بعمالة إقليمالحوز، القيام بمهام في غالب الأحيان تقابلها حقوق لا ترقى لما تبذله هذه الفئة من جهد جهيد على مدار السنة، وما يتخللها من مناسبات دينية أو وطنية أو بعض الطوارئ، أما ما يتعلق بتحفيز هؤلاء المساعدين والعمال في قطاع الصيدلة من طرف مشغليهم الصيادلة فذلك من رابع المستحيلات. ويتوفر إقليمالحوز على ما يناهز 80 صيدلية ومستودعا للأدوية، يعمل بها ما يقارب 200 عاملا، يعملون في ظروف سلبت فيها جميع الحقوق وتلاشت، جريدة الاتحاد الاشتراكي التقت بعض هؤلاء واستقت آراءهم، فأعربوا عن حجم الحيف الذي يتكبدون تبعاته جراء حرمانهم من أبسط الحقوق التي لازالت مركونة بأروقة مفتشية الشغل في حاجة لإرادة واضحة لتفعيلها على أرض الواقع. تفاصيل مأساة هؤلاء العمال، تأخذ بعدها انطلاقا من ساعات العمل، حيث تفوق 8 ساعات في اليوم، بينما يظل الأجر دون الحد الأدنى لدى أغلبية العمال، وحسب تصريحاتهم، فإن القليلين منهم يتقاضون 2.800درهم بما في ذلك تعويضات الأطفال، أما الغالبية القصوى فتتراوح رواتبهم الشهرية ما بين 2000 و1800 درهم، أو 1500 و 1200 درهم ليصل أدناه إلى 800 درهم في الشهر. معاناة هؤلاء المساعدين لا تقف عند هذا الحد، بل تزداد بؤسا، وأغلبهم غير مصرح بهم لدى الضمان الاجتماعي ولا يستفيدون من التغطية الصحية. وما يهم التعويضات عن أيام العطل والأعياد والحراسة الليلية، فذلك حلم يصعب تحقيقه أمام عقلية المشغلين الصيادلة الذين هاجسهم الأكبر مراكمة الأموال على حساب عرق هؤلاء العمال، والتحايل على القانون، حيث يفرض أغلبهم على مساعديه وعماله، «تعبئة ملف التدريب» أو يلزمونهم ب «تجديد العقد» كلما استشعروا أو أُبلغوا بأن هناك لجنة للمراقبة ستقوم بزيارة صيدليات الإقليم، أو أن هناك زيارة مرتقبة لمفتش الشغل. وبالرغم من أن المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب في إحدى دوراته قد أقر لهؤلاء العمال والمساعدين في قطاع الصيدلة بعدة حوافز وحقوق من أجل مساعدتهم على القيام بواجباتهم، فإن عدم تفعيل ذلك على أرض الواقع يجعل ذات الحقوق مجرد سراب. ومن ضمن هذه الحقوق التعويض عن أيام العطل أو العطلة السنوية، كعيد الفطر وعيد الأضحى وفاتح محرم وعيد المولد النبوي وعيد العرش وسائر الأعياد الوطنية. إلا أنه وكما تمت الإشارة إليه آنفا فعدم الاستفادة من هذه الحوافز وتطبيقها على أرض الواقع، يُشكل هوة كبيرة بين واجبات وحقوق هذه الفئة من مساعدي الصيادلة حيث لازالت محرومة حتى من أيام العطل السنوية الحقيقية، والتي لا تتعدى عند الأقصى 20 يوما لدى البعض، بينما الغالبية العظمى تستفيد فقط من 8 أو 10 أيام كعطلة سنوية، وهو ما يعتبر عنوانا لانتهاز واستغلال طاقة فئة من العمال لازالت تبحث عمن ينصفها ويعيد لها حقوقها بالكامل. ومن أجل ذلك ومن خلال جريدة الاتحاد الاشتراكي فإن أغلب المساعدين والعمال في قطاع الصيدلة بإقليمالحوز ومن أجل رفع الضرر والحيف عنهم وعن أسرهم فإنهم يرفعون صوتهم عاليا أمام المسؤولين من أجل النظر في ملفهم الاجتماعي وتسوية وضعيتهم، مطالبين في ذات الوقت بتفعيل ما أقره المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب في إحدى دوراته. وقبل ذلك يطالبون بضرورة فتح تحقيق نزيه من طرف لجنة محايدة للوقوف عند حجم المعاناة والأضرار التي يتحملون تداعياتها نتيجة الإهمال الذي يعرفه ملفهم الاجتماعي والوقوف أيضا عند الظروف التي يشتغلون فيها والتي أغرقتهم في سيل من الإحباط واليأس وانسداد باب الأمل حسب رأيهم.