الأمطار والرياح التي شهدتها ليلة الأحد الإثنين الماضية مدينة الدارالبيضاء، كباقي مدن مغربية أخرى، خلفت بالإضافة إلى الخوف والهلع في صفوف المواطنين، خسائر مادية متفاوتة، كما كان من تداعياتها وفاة أحد الأشخاص زوال يوم الإثنين بكريان القامرة بعمالة عين السبع الحي المحمدي، بعد محاولته كنس مجرى المياه التي تراكمت وسط الكريان والتي تسببت في صعوبة وصول السكان إلى أكواخهم. وحسب رواية ابن الضحية، فقد اتفق سكان الكاريان السالف الذكر على تنظيف زقاقهم من المياه الراكدة التي خلفتها الأمطار-لأن شركة ليدك لا تدخل هناك- إلا أن المسمى الوقاش لحمادي من مواليد 1944 أب لأربعة أبناء متقاعد، والذي تطوع رفقة آخرين، سقط في مجرى الوادي الحار «قادوس» ليلقى حتفه في الحال رغم أن المجرى غير ذي عمق، وكذلك رغم انتشاله في الحال. وقد نقل الضحية إلى مستشفى محمد الخامس ومنه إلى مركز الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة، فيما فتحت الشرطة القضائية بحثا في الموضوع. وكنا قد قمنا بجولة صباح يوم الإثنين شملت العديد من الأحياء بمختلف مناطق المدينة، لنقف على ما خلفته الرياح و الأمطار، هذه الأخيرة غمرت مياهها مرائب السيارات لبعض الفيلات المتواجدة بشارع العمالات بسيدي معروف، حيث تسببت الأمطار في خسائر مادية لأصحاب الفيلات تتجلى في السيارات والمعدات، مما استدعى تدخل رجال الوقاية المدنية وعمال شركة ليدك، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كما وقفنا في جولتنا على العديد من الأشجار وقد اقتلعت من جذورها، سواء بالحي المحمدي أو بالحي الحسني، وشاهدنا كيف أصبح السياج القصديري لبعض أوراش البناء، حيث تناثر كالقش وسط الطريق، كما تسببت الرياح في سقوط حائط سطح مبنى مهجور بزنقة القاهرة بدرب السلطان، بالإضافة انهيار فندق لنكولن بشارع محمد الخامس. واضطر بعض سكان كريان الحي المحمدي الى إضافة أحجار على سطح أكواخهم حتى لا تقتلع الرياح العاصفة أسقف براريكهم. أما الصحون المقعرة «البارابول» فقد تطايرت بدورها أو انزاحت عن مكانها مما حرم العديد من المواطنين من متابعة البرامج التلفزية. ولا تعرف لحد الساعة الحصيلة الإجمالية لحجم الخسائر التي قد تكون تسببت فيها الرياح والأمطار بالمدينة.