يمكن القول ومن دون مبالغة أن مدينة سطات لا تتوفر على أحياء بعينها تدخل دورها فيما يصطلح على تسميته بالبناء العشوائي اللهم اذا استثنينا بعض البراريك على السطوح أو قليل من المنازل التي لا تخضع بناياتها لتصميم التهيئة،والسبب في ذلك يعود الى انخراط المدينة مبكرا في محاربة السكن غير اللائق،أي مند ارتقاؤها الى عاصمة للشاوية أواخر الستينيات.وكون سطات ليست بمدينة صناعية فإنها لم تكن تتوفر بالمرة على أحياء صفيحية لكنها تميزت بخاصية(النوايل) (انزالت الأحد وانزالت مميمونة) كحيين هامشيين يفتقدان كل الحاجيات من كهرباء وماء وقنوات الصرف الصحي ولجميع المرافق الضرورية .وهنا كانت للقدر كلمته إذ دعت الضرورة تحويل مقر العمالة من الدارالبيضاء الى سطات وبناء حي إداري جانبها أضحت معه انزالت الأحد وسط المدينة الشيئ الذي دفع المسؤولين حينها الى الاسراع بتصفية انزالت الأحد وتحويل سكانها قصريا الى حي البام نهاية الستينيات وبداية السبعينيات في إطار البرنامج العالمي للتغذية مع تمكين كل أسرة من بقعة مساحتها مائة متر مربع مقابل الإخلاء،غير أن'زعماء العصر 'حينها حرضوا الساكنة على المكوت الى أن تمكنهم الدولة من مواد البناء ولوازمه وهو ماتم فعلا زيادة علىبعض المواد الغذائية كالدقيق والسكروالزيت.وفي أواخر السبعينيات حين أصبح (زعماء العصر)يسيرون الشأن المحلي بأغلبية ساحقة برمجوا إعادة إسكان ما تبقى من أسرأنزالت الأحد بأرض مجاورة لضريح سيدي عبد الكريم مكنوا من خلالها كل أسرة من بقعة مساحتها 62متر مربعا أي أنه في أقل من عقد من الزمن تقلصت مساحة البقعة بسبع وأربعين مترا مربعا ودون أدنى مساعدة. انزالت ميمونة بالجهة الغربية للمدينة تعتبر من أقدم الأحياء وأكبرها ، ظلت مهمشة الى أ ن فرض علىالمسؤولين وقتها إعادة هيكلتها في إطار إعادة تهييئ المدينة ككل( مشروع إدريس البصري) وهو ما رفضه السكان الذين تشبتوا بحيهم فكانت إعادة هيكلتهم بذات المكان. أنزالة الثالثة بسطات هي قيلز الذي يعتبر سكانه الأصليون من أقدم ساكنة عاصمة الشاوية وينحدرون من أصول عروصية، هؤلاء لم تشملهم عملية إعادة الإيواء إلا في إطار البرنامج الوطني مدن بدون صفيح وهو مالا يزال ساريا الى يومنا هذابمختلف أحياء السلام ليبق سكان دواوير أجدور1-أجدور2-أجدور3-أولاد اسليمان و البرغوت عالقين كون البرنامج الوطني لا يشمل الدواوير وإنما دور الصفيح.أمام هذه المعظلة اقترح وقتها الاتحادي المباركي وزير الإسكان في حكومة التناوب إضافة هذه الدواوير لمشروع إعادة هيكلة قيلزمع دعم قدره 500مليون درهم ليرفع شعار سطات بدون صفيح في أفق2007 وهو ما لم يتوفقوافيه ويؤجل الى2008 وها نحن في الشهر الثاني من 2009وعدة أسرلم يتم إيواؤهابعد. التحولات التي شهدتها سطات في هذا المجال تم تمر سليمة كما كان متوقعا لها،فقدلعبت فيها الكائتات الانتخابية لعبتها واغتنى منها البعض على حساب البعض، وتحكمت فيها لوبيات الفساد، وكانت بها المحابات، استفاد الكثير من غير دوي الحقوق،واستفاد أصحاب الأراضي المفرغة من دون مقابل، وتحولت فيها هذه الأحياء- المفروض فيها أن تكون نموذجية- الى أحياء عشوائية تنعدم فيها أدنى شروط السلامة البيئية والصحية بل أضحت نقطا سوداء من الناحية الأمنية.فبحي ميمونة الأزقة ضيقة ونوافذ المنازل تطل على بعضها البعض، إضافة لإنعدام المرافق والمناطق الخضراء.وبحي سيدي عبد الكريم(دالاس) البقعة الواحدة انقسمت الى اثنين وثلاثة وأربعة، ومساحة62متر مربع شيدت عليها عمارة من ثلاثة طوابق وأكثر وكأن الأمر يخص الملكية المشتركة .المشاكل العمرانية لاحد لها بكل الأحياء المحدثة، فلارسوم عقارية لاأوراق ملكية ولاهم يحزنون.وهذا غير خاف عن أي أحد، لتبق معاناة ومشاكل هذه الأحياء السكنية عالقة والى حتى؟.