مساء الجمعة الماضي، بثت قناة «الأولى» للتلفزة المغربية برنامج «في الذاكرة» خصصته للحكم الدولي الراحل سعيد بلقولة، والتقطت صورا لبلدية تيفلت ولملعبها، وعرضت صورا وثائقية مختلفة. وجاءت الشهادات من شقيقه عبد السلام، ابن عمه العربي الحكم السابق، الإطارين الوطنيين حمادي حميدوش وعبد الرحمان السليماني وآخرين.. وكانت شهادات مؤثرة كلها إشادة بسيرة الفقيد ومناقبه، خصالة، نزاهته، عصاميته، قوة شخصيته، عدم الخضوع للإغراءات، بعد النظر، معاناته مع إدارة الجمارك بسبب غياباته لإدارة لقاءات كرة القدم، تواضعه في قبول إدارة لقاء بالناظور بعد عودته مباشرة من كأس العالم بفرنسا، عوض تعيينه لإدارة أحد اللقاءات القوية، عدم تخصيص استقبال حار له... وبذلك أعطى الراحل نموذجا للتحكيم الراقي، النزيه والشريف.. ولم يخطئ الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عندما هنأه قائلا: «لقد شرفت ملكك وحكومتك وبلدك». ازداد المرحوم بلقولة سعيد بتيفلت يوم 30 غشت 1956، بعد الدراسة، التحق بإدارة الجمارك كمفتش، التحق بميدان التحكيم سنة 1983 . وبعد بروزه وطنيا، انتقل إلى الواجهة الإفريقية، ثم آسيا (ماليزيا 1995) حيث أدار لقاءات في إطار تصفية آسيا المؤهلة لأولمبياد أطلنطا، ثم دورة فرنسا الرباعية 1997، واختير كأفضل حكم عربي سنة 1999 وحصل على الصفارة الذهبية. قاد لقاء نهاية كأس الأمم الإفريقية، ببوركينا فاصو يوم 1998/02/28 بين مصر وجنوب إفريقيا. ويبقى أهم إنجاز للمرحوم هو قيادته للقاء النهاية لكأس العالم بفرنسا بين البلد المضيف والبرازيل، قاده بشجاعة وكفاءة. وقام بطرد اللاعب الفرنسي ديسايي. وصبيحة يوم السبت 15 يونيو 2002 أسلم بلقولة الروح لباريها ليوارى جثمانه الثرى خلال اليوم الموالي بتيفلت: ليبقى سعيد مفخرة لأيت بلقاسم، تيفلت، زمور وللوطن كله.