رفضت محطة «سكاي نيوز» البريطانية بث نداء لجمع التبرعات من أجل ضحايا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في خطوة مماثلة لما قامت به سابقا هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وبررت «سكاي نيوز» قرارها، على غرار ال «بي بي سي»، بخشيتها من أن يؤدي نداء لجنة الطوارئ والكوارث التي تضم عدة منظمات غير حكومية، من بينها الصليب الأحمر البريطاني ومنظمة أوكسفام، إلى ضرب حياديتها (!!). وقال مدير المحطة جون رايلي إن «التزامنا كصحافيين يكمن في تغطية كافة أوجه الموضوع بحيادية قاطعة»، مشيرا إلى أن النزاع في غزة يشكل أحد المواضيع «الأكثر صعوبة وإثارة للجدل» بالنسبة لوسائل الإعلام. وأكد مسؤول آخر بالمحطة أن «سكاي نيوز» تركز على دورها الرئيسي في تغطية الموضوع وليس في «التحول إلى طرف فيه». وجدد المدير العام لل«بي بي سي» مارك تومسون، تبريره للقرار ب «الحيادية» الضرورية التي تتوخاها مؤسسته في النزاع وتغطية الجانب الإنساني في إطاره ضمن البرامج الإخبارية لضمان «التغطية بتوازن وموضوعية». وتتعرض ال «بي بي سي» لانتقادات بسبب تغطيتها الإعلامية للهجوم على غزة التي نعتتها منظمات بريطانية بأنها مؤيدة لإسرائيل. وكان رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية روان وليامز وحوالي50 نائبا قد دعوا ال «بي بي سي» للعدول عن قرارها الذي أثار غضب أزيد من10 آلاف مشاهد ومستمع. وفي المقابل، وافقت المحطات الأرضية البريطانية الثلاث «آي تي في» تشانل 4 و5 على بث نداء لجنة الطوارئ في الكوارث. تجدر الإشارة أيضا، إلى أن الحكومة البريطانية قد انتقدت بدورها قرار القناتين التلفزيتين «بي بي سي» و«سكاي» بعدم بث نداء مساعدة لفائدة سكان قطاع غزة، ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي. وقال وزير التنمية الدولية البريطاني، دوغلاس ألكسندر « إن هذا القرار غير صائب»، مشككا في حجة الحياد التي تذرعت بها القناتان من أجل تبرير رفضهما بث النداء، الذي أطلقه تجمع لمنظمات غير حكومية بريطانية. وقال الوزير « لست متأكدا من أن مبدأ الحياد لن يحترم»، إذا ما تم تمكين المشاهدين من الاستجابة لنداء من أجل المساعدة أطلقته منظمات غير حكومية. وشدد دوغلاس ألكسندر على أن هذه المنظمات «هي في الأصل غير منحازة»، مبرزا الطابع العاجل للنداء بالنظر إلى مستوى المعاناة التي يتكبدها سكان غزة. وبعدما عبر عن «احترامه» لقرار قناتي «بي بي سي» و«سكاي»، ضمن باب حرية الصحافة، حتى وهو يندد به ولا يتفق معه، أعرب الوزير البريطاني عن ارتياحه إزاء قرار قنوات بريطانية أخرى بث النداء. يذكر أن قرار «بي بي سي» يثير منذ يوم الجمعة ما قبل الماضي، سلسلة من الاحتجاجات ببريطانيا، حيث وقع ما لا يقل عن51 عضوا بمجلس العموم (الغرفة السفلى بالبرلمان البريطاني( ملتمسا يدعو القناة العمومية إلى مراجعة قرارها. كما نظم آلاف الأشخاص خلال اليوم نفسه مظاهرة أمام مقر القناة لحملها على مراجعة موقفها.